منى نعلاوي
تصوير : علاء البطاط
بين ليلة وضحاها ، كان تحت التراب ، أقسى ما ترى العين و أوجع ما يعيشه القلب ،
في ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان الكريم ، ليلة تسودها الرحمة والمغفرة و عتق من النار ، ليلة تحوفها ملائكة الرحمن ، يقتل الشاب محسن الخلايلة ذي الثانية والعشرين عاما ، لم يمهل الغدر أما أن تفرح بشباب ابنها ، وحرم أبا من سند له في الكبر ، كنا في قلب الحدث ومن داخل منزل والد المغدور رمضان الخلايلة حيث أجرت لقاءا حصريا معه ...
وتاليا تفاصيل جريمة الهاشمي الشمالي التي هزت الشارع الأردني ...
الرواية الأمنية ...
وقعت مشاجرة فجر يوم الأثنين بتاريخ 19 / 5 / 2021 في منطقة الهاشمي الشمالي بين عدد من الأشخاص نتج عنها إصابة شخصين أسعفا الى المستشفى وما لبث أحدهما أن فارق الحياة فيما بوشر التحقيق لإلقاء القبض على مطلق النار
وقال مصدر أمني إنه لم يتم ضبط اي من الأشخاص مطلقي النار في حينها فيما جرى البحث عنهم وتم التعميم على المركبة التي يستقلونها.
وبعد أيام قام الجاني بتسليم نفسه إلى الاجهزة الأمنية .
والد المغدور محسن الخلايلة يروي تفاصيل مقتله ...ولدي سعى في خير فكانت من نصيبه رصاصة الموت ...
يقول رمضان عبد الكريم الخلايلة والد المغدور " في يوم الحادثة تلقيت اتصالا من مختار العشيرة في ماركا والهاشمي الشمالي أبلغني خلاله أن ولدي تعرض لمشكلة تخللها إطلاق نار دون إبلاغي بوفاته حينها ، إلى أن وصلني خبر هذه الفاجعة في الساعة الواحدة ليلا من ليلة التاسع والعشرين من رمضان ، خبر الموت بحد ذاته صادم جدا ، فكيف إذا كان قتلا لفلذة كبدي وقطعة من روحي ولكنني احتسبته عند الله ، وفورا انطلقت إلى طب شرعي البشير لأتحقق من جثته ،وبعد التأكد أنهيت الإجراءات ، وعند استفساري عن تفاصيل الحادثة أبلغت بأن سبب المشاجرة هو خلاف بين مجموعة من الشباب ؛ كان المغدور صديقا لأحد أطرافها وقد رافقه إلى مسرح الجريمة سعيا في خير ولإصلاح ذات البين ، ولكن نية الغدر كانت مبيتة عند القاتل و أعوانه ، فباغتوهم فورا بإطلاق النار وكانت رصاصة الموت من نصيب قلب ولدي ، ومن خلال الإفادات علمت بأن الجاني أطلق 6 رصاصات أدت إلى عدة إصابات أخرى لأشخاص آخرين ناهيك عن الرصاصة التي قتلت ابني ".
وتابع الخلايلة " قال الله تعالى ... ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ...في ليلة من ليالي رمضان المباركة وفي العشر الأواخر ، ليلة تسودها الرحمة والمغفرة ترتكب هذه الجريمة البشعة !".
والد المغدور يطالب بالإعدام للقاتل " حقوق الإنسان تشمل أيضا حقوق أرواح الأموات "...
عندما طالب والد المغدور بعقوبة الإعدام لقاتل ولده لم يكن هدفه الانتقام وحسب ؛ بل كان مأربه خدمة المجتمع والإنسانية ، فعقوبة الإعدام مجمدة في الأردن منذ العام 2016 وهذا ضمن اتفاقيات حقوق الإنسان ؛ متسائلا : أليس لأرواح أمواتنا حقوقا كما هي حقوق الأحياء ؟.
تفاصيل عطوة الاعتراف ...
قامت العطوة على أساس الاعتراف بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وهذا هو حكم محمكة الجنايات الكبرى ، والثقة مطلقة وكبيرة جدا في القضاء الأردني العادل النزيه لإنصاف المجتمع بأكمله .
أم وابنها أمام عينيها في كفنه ...
عند سؤال الأب عن حالة والدة المغدور عندما رأته أمامها مسجى مغطى بكفنه أجاب : شعور يعجز اللسان عن وصفه ولا يمكن لقلب إنسان أن يتحمل وقع هذه الفاجعة الأليم ؛ فكيف بأم ترى ابنها الذي لم يكمل الثانية والعشرين من عمره قتيلا يفارق الحياة مظلوما مغدورا دون سابق إنذار ؛ فموت الفجاأة هو أقسى ما يمر على قلب أو عين بشر ، فالمغدور محسن بشهادة عائلته كما إخوته نشأ على القرآن والإيمان والأخلاق الكريمة ولكن الله اختاره إلى جواره .