جريمة قتل
تقرير وإعداد : منى نعلاوي
تصوير : علاء الدين البطاط
مونتاج : محمد الجبر
مقتل الطبيب كريم مسلم الشهير ب " طبيب الزرقاء " ، قضية أثارت الرأي العام وهزت الشارع الأردني في الآونة الأخيرة لبشاعتها ، الدكتور ذو 60 عاما لم يشفع له عمره المتقدم ولا سمعته الطيبة ولا يده الممدوة بالخير للجميع ، كل هذا لم يرمي في قلب القاتل شيئا من الرحمة والرأفة ، فأجهز عليه بطريقة وحشية مهينة كتبت نهاية مأساوية لطبيب محترم ملتزم محبا ومحبوبا لدى الناس ، والنتيجة 33 دينارا ، توجهنا إلى الزرقاء لكشف وقائع هذه الجريمة المؤلمة على لسان عائلة المغدور ؛ والتي حسب كل المعطيات الواردة تمت بدافع السرقة ، وهذه التفاصيل الصادمة يرويها أشقاء طبيب الزرقاء ...
الرواية الأمنية :
قال مصدرأمني إنه وفي يوم الثلاثاء بتاريخ 3 / 8 / 2021 ورد بلاغ لشرطة الزرقاء حول وجود جثة لشخص في إحدى الشقق ، وعلى الفور تم التحرك للموقع ، وبعد الكشف على الجثة ، تقرر نقلها للطب الشرعي لتعليل سبب الوفاة ، مشيراً إلى أن الكشف الحسي عليها بيّن أن هناك شبهة جنائية ، وعلى الفور جرى تشكيل فريق تحقيقي خاص في القضية ، حيث تمكن في زمن قياسي وخلال ساعات من تحديد هوية المشتبه به بارتكاب الجريمة ، والقبض عليه واعترف بقيامه بضرب المغدور بواسطة أداة راضة.
و قرر مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى القاضي بكر القرعان لاحقا ، توقيف المتهم بقتل طبيب الزرقاء، (15) يوماً في أحد مراكز الإصلاح والتأهيل، على ذمة التحقيق، بعد أن أسند إليه جناية القتل العمد تمهيداً لارتكاب جناية السرقة ، التي تصل عقوبتها إلى الإعدام شنقاً حتى الموت في حال ثبوتها.
شقيق المغدور يروي تفاصيل مقتل اخيه بطريقة وحشية ...
يقول سليم مسلم شقيق المغدور " أخي الدكتور كريم ذو 60 عاما كان معروفا بنخوته و إغاثته للملهوف خدم في وزارة الصحة 30 عاما ، حتى أنه كان يقدم المساعدة للشخص المتهم بقتله من أدوية وعلاجات لوالدته المريضة ، وفي يوم الحادثة والتي كانت يوم الثلاثاء بتاريخ 3 / 8 / 2021 وعند الساعة الثانية عشرة ظهرا زار المشتبه به المغدور في شقته الكائنة في الزرقاء وقد كانت بينهما معرفة مسبقة فقد استدعاه كريم في شهر 1 أي كانون الثاني لطلاء منزله " دهان " ، وعلى الأغلب استمر التواصل بينهما منذ ذلك الوقت ، حيث كان شقيقي يساعده بين الحين والآخر ويوفر له علاج لوالدته واستطاع أيضا تأمين جهاز يساعدها على الحركة والمشي ، ولكن كما يقال " اتق شر من أحسنت إليه " ، يوم الوفاة يبدو أنه استغل وجود أخي وحيدا في منزله وبعد دخوله إلى الشقة مسرح الجريمة قام بضربه بأداة صلبة مثل " الفاز أو المزهرية كريستال " على رأسه حوالي 6 مرات حتى تسبب في كسور في الجمجمة وعظام الوجه وحتى يتأكد من موته أجهز عليه باسطوانة غاز هوى بها على رأسه أيضا فوقع المغدور أرضا غارقا في دمائه ".
وعن كيفية علمهم بالوفاة تابع مسلم قائلا " عند الساعة الثانية عشرة منتصف الليل أي بعد 10 ساعات من الوفاة اتصل صاحب العمارة التي يسكنها المغدور بابن شقيقي الآخر وأبلغه بأن عمه لا أثر له وهو يحاول الاتصال به مكررا الطرق على الجرس و باب الشقة ولكنه لا يجد مجيب ، وهو يسمع من خارج البيت نباح كلبه الصغير وصوت التلفاز عاليا بالداخل ، فتوجه الشاب سريعا إلى هناك وحاول إيجاد طريقة للدخول ، ومن خلال فتحة صغيرة في الباب اكتشف وجود بقع من الدماء ، وفورا تم إبلاغ الأمن والدفاع المدني ، حيث اكتشفت الجريمة ووجد المغدور مضرجا بدمائه وحتى أن كلبه الصغير كان ملوثا أيضا بالدماء " .
وأضاف شقيق المغدور بأن الطريقة التي قتل بها أخيه كانت وحشية بكل المقاييس ، معتقدا بأنه توفي منذ الضربة الأولى لأن ما رآه من تشوهات وجروح عميقة في رأس القتيل عند الطبيب الشرعي تدل على ذلك ، وحسب التحقيقات فإن القتل حدث بنية السرقة والدليل حالة الفوضى التي كانت تعم المنزل ، أما تفاصيل ما حدث إن كان ذلك قبل ارتكاب الجريمة أو بعده فهذا يعود إلى تحقيقات الأمن العام .
شقيق المغدور يجيب .. كيف تم الوصول إلى المتهم بالقتل ؟...
يجيب مسلم " يعتقد بأن الطبيب المغدور كان يقاوم المتهم وتسبب في جرح ونزيف له في بطنه وهذه الدماء لطخت الأرض دون علمه بذلك ، ومن هنا تابعت الأجهزة الأمنية هذه الإحداثيات واستطاعت الوصول إلى هويته و إلقاء القبض عليه ، ويعتقد بأن مرتكبي الجريمة هما اثنين وليس شخص واحد ، الاول اكتشف في اقل من 24 ساعة ، والثاني في اليوم التالي ".
توأم المغدور " قتل اخي والنتيجة 33 دينار "...
نديم مسلم هو الشقيق التوأم للمغدور الدكتور كريم ؛ بألم وحسرة ودموع فقدان قطعة من روحه يتحدث عنه " أخي كان متواضعا بسيطا محبا و محبوبا عند الناس ، كريما و معطاءا ، يقدم المساعدة للصغير والكبير ، آلمتنا طريقة مقتله الشنيعة بهذه الطريقة البشعة ، كانت علاقتنا جمبعا كأخوة متينة جدا ، له نشاطات مع الجمعيات الخيرية ، فقد كان يساعدهم في إجراء الفحوصات الطبية المجانية للفقراء والمحتاجين وتوفير الأدوية لهم ، المضحك المبكي في الموضوع هو أن القاتل ارتكب جريمته وفي النهاية لم يجد بحوزة المغدور سوى 33 دينار ، أزهق روح شقيقنا بوحشية والنتيجة مبلغ تافه حرمنا منه " .
عائلة المغدور تؤكد " لا نتنازل عن الإعدام "...
أكد أشقاء المغدور بأنهم لن يتنازلوا عن حق أخيهم مهما كانت الظروف ، فهو طبيب معروف بأخلاقه وحبه لمساعدة الآخرين ، مشيرين إلى أنهم سيتركون هذه القضية للعدالة النزيهة ولن يقبلوا بغير إعدام قاتله ، الذي ارتكب جريمته بطريقة مهينة وفي وضح النهار ودون رحمة ، لهذا طالبوا باحترام روحه .