شاب في العشرينات من عمره حليق الشعر يسير مضطربا في ممر وحدة إعادة التأهيل من تعاطي المخدرات، بينما يصارع معاناة "الانسحاب المبكر".
في غرفة التلفزيون، امرأة شابة ترتدي ملابس أنيقة في مرحلة لاحقة من التعافي تدخن سيجارة بضجر، ثم تضع رأسها بين يديها.
تبدو الغرف في مستشفى الرشيد في العاصمة الأردنية عمَّان وكأنها إقامة فندقية، لكن تسجيل الوصول إلى هنا تصرف يدل على اليأس.
تقول الممرضة هديل بيطار وهي تتجول مع صحفية "بي بي سي" يولاند نيل لتريها المكان: "إنها عملية طويلة. يبقى المرضى لمدة شهر على الأقل، وأحيانًا ثلاثة أشهر".
وتضيف، "يأتون من الأردن ودول الخليج العربية، حيث أصبح المنشط الأمفيتاميني المسمى كابتاغون - المصنوع بثمن بخس في سوريا ولبنان والمعروف أيضًا باسم كوكايين الرجل الفقير- هو المخدر المفضل في السنوات الأخيرة".
ويقول الدكتور علي القم، استشاري الطب النفسي والمدير الإكلينيكي، "إن عواقب تناوله خطيرة للغاية. ويمكن أن تشمل العنف والذهان".
"إنه يسبب الإدمان أيضًا. يبدأ الناس بقرص واحد ثم يزيدون بمقدار اثنين أو ثلاثة، ثم ينتقلون إلى عقار أكثر خطورة مثل الكريستال ميث".
القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي اعترضت أكثر من 17 ألف كف حشيش و17 مليون حبة كبتاغون، منذ مطلع عام 2022، في وقت ضبطت نحو 15.5 مليون حبة كبتاغون في 2021، و1.4 مليون حبة كبتاغون في 2020.
ويعد الأردن وفق تقرير لـ "بي بي سي" بلد عبور للمخدرات إلى دول مجاورة، ففي وقت ما، كانت موجة تلو موجة من اللاجئين السوريين تتدفق عبر الحدود إلى الأردن. أما الآن فتتدفق المخدرات، وتحولت المناوشات بين الجيش وتجار المخدرات أكثر تواترا، مع تنفيذ عمليات ضبط أكبر.
وقال العقيد زيد الدباس في تقرير مصور لـ "بي بي سي" إن أخطر ما لاحظته القوات المسلحة الأردنية خلال الفترة الماضية وجود مجموعات مسلحة إلى جانب المهربين.
ويقدّر أن هناك نحو 160 جماعة تعمل في جنوب سوريا، ويقول إن لديهم "تكتيكات جديدة مثل تلك الخاصة بعصابات الجريمة المنظمة"، ويستخدمون طائرات بدون طيار ومركبات مخصصة باهظة الثمن.
وأدت الزيادة في هذا النشاط غير القانوني، إلى جانب استشهاد جندي أردني، إلى تغيير قواعد الاشتباك في الجيش: لديه الآن سياسة إطلاق النار بقصد القتل.
وفي 27 كانون الثاني الماضي، أعلن الجيش مقتل 27 مُهربا عندما أحبط محاولة منسقة للعبور إلى الأردن في عدة نقاط على طول الحدود. كما قتل أربعة في عمليات منفصلة.
ويطالب الجيش بالمزيد من الدعم لما وصفه ضابط آخر بـ "حرب غير معلنة" على حدود الأردن.
ويقول العقيد مصطفى الحياري: "نحن نقاتل نيابة عن الدول الأخرى في المنطقة والعالم بأسره". "المخدرات تدمر عائلاتنا وأخلاقنا وقيمنا".
بي بي سي