التاريخ : 2011-06-07
سؤال كثير التردد..
الرأي
نيوز- احمد حسن الزعبي
ربما أكون واحداً من آلاف المصدومين من الأرقام التي ذكرها تحقيق الزميل محمد عاكف خريسات في جريدة «الغد» حول تكلفة شراء حافلات التردد السريع..والتي ستصل الى 43 مليون دينار أردني ..وأرجو من الأخوة القراء التدقيق في العبارة جيداً (تكلفة شراء حافلات التردد) وليس تكلفة البنية التحتية والتشغيل او»التشليع» و»التكسير» والتوسيع والتضييق الذي مارسته امانة عمان منذ أكثر من سنة ونصف على الشوارع الضيقة أصلا..
هذا ونترك عملية تخمين التكلفة الاجمالية لمقاول خبير في فتح الطرق وانشائها ليخبرنا كم كلّفت عمليات التغيير التي قامت بها أمانة عمان على الشوارع المشمولة بالباص «سريع التردد»...علنا نصل ولو عن طريق» التحزير» الى رقم تقريبي حتماً سندفعه لسنوات طويلة كمديونية مركبة الفائدة ثمناً لهذه اللعبة...
تكلفة الحافلة الواحد يا سادة يا كرام هي (319) الف دينار وبالعملة الصعبة جداً (450) الف دولار، فقط لتنقلنا بسلامتها من صويلح الى المحطة، أو من المدينة الرياضية لرأس العين..طبعاً المشروع بحاجة الى (136) من امهات ال(450) الف دولار..حتى يشتغل بكامل طاقته..لمن يملك آلة حاسبة في هذه اللحظة فليضرب 136 في (319) الفاً..وليضمر النتيجة في صدره.
***
سؤال أخوي : هل نحن بحاجة الى مثل هذه القفزة الخيالية الكفيلة ان «تشقّ» «بنطلوننا»..بمديونية هائلة نحن بغنى عنها، ونحن الذين نرقّع موازنتنا من عملات عربية واجنبية من مختلف الالوان والفئات بشق الانفس.. سؤال أخوي آخر : ماذا لو لم ينجح المشروع؟؟ من سيتحمل وزر هذه الفكرة العظيمة..وهل كلمة آسف ستشطب «تلاتيل الديون»؟
أخيراً لن استطيع أن أتجاوز عن سؤال كثير التردد في مخيلتي : الى متى سنبقى نجامل القادمين من ثقافة «الرسوم المتحركة» دون ان نناقشهم ، ومتى سنظفر بدرهم وقاية من «شطحاتهم»..قبل ان ندفع قناطير العلاج من جيوبنا....