التاريخ : 2010-07-18
الاتصالات والتجسس
باسم سكجها
يعود لبنان إلى أجواء التوتر ، وسيناريوهات التفجير ، ويبدو خطاب السيد حسن نصرالله إنذاراً مبكراً ، ومقابلة وليد جنبلاط تحذيراً يستبق المفاجآت ، أما ما نُسب إلى الجنرال عون من معلومات حول خريف ساخن تحضره أطراف دولية وإقليمية ومحلية فأشبه ما يكون بتزامن حربين: لبنانية إسرائيلية ، ولبنانية لبنانية.
يُفهم من كلام نصرالله أن اتهام حزب الله باغتيال رفيق الحريري تحصيل حاصل ، تمهيداً لتبرير ضرب المقاومة في موجع ، وإرباك الساحة الداخلية بإعادة خلط الأوراق والتحالفات ، وفي المقابل يتّهم نصرالله قيادات لبنانية بالتواطؤ والسكوت عن أخطر شبكات تجسس إسرائيلية سيطرت على قطاع الإتصالات ، وجعلت لبنان كله مكشوفاً.
من الصعب تصوّر تحقق كل تلك السيناريوهات التفجيرية في لبنان ، ولكن ما يجري يتعلّق أساساً بشبكات التجسس الإسرائيلية التي يتّضح يوماً بعد يوم مدى انتشارها في لبنان وغيره ، وقدرتها المستدامة على جعل التفوق الإسرائيلي في كل المجالات ممكناً.
ما تكشّف عن العميل شربل ، واختراقه قطاع الاتصالات اللبناني خطير ، ويستدعي التأمل والتساؤل حول كل الاتصالات في العالم العربي ، ومدى حصانتها ، والخشية أن تكون بلاد العرب أوطاني كلها مكشوفة.