التاريخ : 2010-08-01

عبدالهادي راجي المجالي

في الأعراس التي أُدعى لها.. ألمح عبارة على (كرت الدعوة) تقول: يرجى عدم اصطحاب الاطفال... ومن قبيل النكاية أصطحب اطفالي الثلاثة... ولكل واحد منهم مهمة يمارسها... ياسر يعشق (تنتيف) الورد الموجود على (اللوج).. و(زود) يهوى صناعة مزيج من البيبسي والميرندا والعصير لهذا يلم جميع الاكواب عن الطاولات ويبدأ بصنع هذا المزيج... وزينة تظهر في جميع الصور التي تلتقط للعروسين.

أحسّ أن مجلس شورى الاخوان المسلمين مثلي، يقرأ الدعوات الشعبية والرسمية على بطاقات العرس الديمقراطي بشكل معكوس ويمارس النكاية... والشغب اكثر من الحكمة والسياسة.

فقرار المقاطعة يصبّ في تخريب المشهد الديمقراطي الاردني اكثر منه في خدمة الحركة واهدافها كونه قرارا يفتقد لاي مبرر مقنع...

كتب الزميل ماجد الأمير تحليلا في الرأي أمس يقول فيه ان قرار المقاطعة مرتبط بازمة داخلية تمر بها الجماعة واظن ان الامر مرتبط اكثر بحالة الوعي الشعبي الاردني الذي بدأ في المرحلة الاخيرة يحاسب الحركة على عناوينها الخارجية الكثيرة وعلى ابتعادها عن الشأن الداخلي... وهذا الوعي سيغير الحسابات والارقام في الصناديق... وربما تدرك الحركة الاسلامية جيدا... أنها لا تستطيع ان تكون في الصدارة معظم الاحيان لهذا تلجأ في لحظة انحسار مدّها... الى ممارسة العرقلة المبرمجة، لمسيرة ديمقراطية معنيّ بها الشعب بالدرجة الاولى وليس غيره.

وحتى الصراع الذي دار مؤخرا داخل جسم الحركة هو نتاج طبيعي لأزمة تعيشها هذه الحركة... أزمة كشفها الشارع الاردني حين تنبه للمسارات والعناوين التي تنتهجها «الجماعة» .

لا أظن ان الشارع الاردني سينتحب او يلطم لهذا القرار.. وأجزم ان الانتخابات بدونهم او بوجودهم هي استحقاق دستوري ورغبة شعبية... وبالتالي من يرفض ان يركب القطار، سيفوته الموعد... ونحن لا نخلف في المواعيد الوطنية ان أخلفَ البعض.

همّ تماما مثلي يقرأون بطاقات الدعوة... بشكل معكوس، ولكني وددت عبر هذا المقال ان أطمئنهم بالرغم من الشغب وازعاجهم الاّ ان الاعراس ستمضي والفرح سيكون سيدّها...