"مجهولون" يقتحمون منتجعاً سياحياً على شاطئ غزة ، فيحرقون مبانيه ويدمّرونه بشكل كامل ، بحجة أنّه يقيم حفلات راقصة ماجنة ويسمح بالإختلاط بين الجنسين ، وقبله كانت السلطات أغلقت مطاعم ومقاهي وملاهي لأنّها تسمح للنساء بتدخين الشيشة ، وقبله كان "مجهولون" حرقوا نوادي إنترنت وصالونات تجميل نسائية.
ليس هناك مجهولون في غزة ، فالكلّ يعرف أنهم من حركة حماس ولكنّ الشرطة تقيّد الإعتداءات السافرة ضدّ "مجهولين" ، في تجاوزات سلطوية لا علاقة لها بالإسلام الحقيقي ، وتضع الحركة التي نحترم مقاومتها للإحتلال في خانة العصابات المسلحة التي تفرض وجهة نظرها بالقوة على الجميع.
حماس تمثّل جانباً مهماً من المجتمع الفلسطيني ، وفازت في الإنتخابات التشريعية على أساس برنامجها المقاوم للإحتلال ، لا لأنّها تحمل وجهة نظر في الحكم يمكنها من خلالها قلب طريقة معيشة المجتمع بأسره ، وتأسيس إمارة ظلامية مغلقة على نفسها ، يشعر أغلب مواطنيها بالقهر والغبن.
وبصراحة ، فحماس تسحب من تحت أرجلها بتلك التصرفات بساط الشرعية ، وترسم صورة نظام حكم متسلط تتسّع دوائر معارضته يوماً بعد يوم ، خصوصاً مع تقلّص مساحات المقاومة للإحتلال ، والغريب أنّ الحركة معجبة بتجربتي تركيا وحزب الله في الحكم ، وهما تجربتان إسلاميتان نقيضتان لما يجري في غزة تماماً.