كثيرا ما نقول بأننا لأسباب قد نعي بعضها وقد لا نعي معظمها بأننا افتقدنا الشعور بالدهشة والفرحة معا، فأصبحت الأعياد لا تعني سوى طقوس ومراسم اجتماعية يشعر فيها الواحد منا بأنه بانتظار يوم سيكون ثقيلا بسبب توابعه
لكن لأعيادنا ومناسباتنا على مدار العام أزماتها التي تجعلها تتسبب بحالة «نرفزة» لكل من يرغب في الخروج من بيته، قلت لرفيقتي وكنا قد خرجنا لظرف طارئ: ما كل هذه الأزمة وهذا الضجيج قالت: العيد، قلت إذا كانت الناس تشكو «الطفر» على مدار الساعة فما الذي يجعلهم يرغبون في التسوق والشراء قبيل العيد؟ ومن أين يأتي شعبنا المناضل اقتصاديا بكل هذا العدد من السيارات والبنزين؟ ولماذا لا تكون هنالك خطط أسرية للاحتفاء بقدوم العيد قبل حلوله بأسبوعين على الأقل، فأنت لا تسمع سوى أصوات السيارات وإطلاق»الزوامير» وشكوى الكل من الكل.
قالت لي: الأمر لا يتعلق بالعيد فقط ولو أعدت النظر فسترين بأن السنة من بدئها إلى منتهاها أزمة وإزعاج وإطلاق عيارات نارية مع ما يتبعها من ضحايا وألعاب نارية، في تخريج التوجيهي،في تخريج الجامعات، في فوز فريق برشلونة وفي اعراس الصيف، وقبيل رمضان وحلول الأعياد، وغيرها الكثير من المناسبات.
مناسبات حقيقة لا تبعث على الفرح بقدر ما تبعث على الضجر وسلوك اجتماعي جمعي يصف حالة من حالات الاحتقان النفسي التي تبحث عن متنفس، مهما كان شكل هذا المتنفس وأيا كانت حسبته.
الفرح الحقيقي هو الذي يتخذ اسلوبا راقيا ورقيقا في التعبير عنه، الفرح الحقيقي لا يجعلنا نضجر من شوارعنا واكتظاظها،الفرح الحقيقي يجب أن لا يدعو الواحد منا إلى تخبئة أطفاله خوفا عليهم من مظاهر الفرح
لكننا ومع بالغ الاسف حتى اللحظة لا نجيد سوى افتعال الازمات في فرح مفتعل وكل عيد وكل أزمة وانتم بخير
maisa_rose@yahoo.com