التاريخ : 2011-12-27
.. باطل الأباطيل!
الرأي نيوز -
يقول الروس: زقزقة عصفور لا تصنع ربيعاً!!.
وقد أعجبني مقال الساخر المبدع أحمد الزعبي يوم أمس فانتخابات طلبة الجامعات لا تصنع حواضن فكرية تقدمية، بقدر ما تعكس صورة التخلف الاجتماعي في بلدنا، ويعجبني من يفهم حقيقة الصراع في انتخابات مجلس النواب ومجلس النقابة ومجلس العشيرة.. فهذه كلها زقزقة عصافير لا تزعج بقدر ما تضلل!!
- الانتخابات أي انتخابات لا تعني الديمقراطية.
- والتظاهرات والاعتصامات لا تعني الحرية.
- والأحزاب قد لا تكون المقياس الحقيقي لرقيّ التمثيل السياسي والاجتماعي.
- والصحافة قد تكون كل شيء ما عدا الرأي والرأي الآخر.. وكذلك إعلام الفضائيات والإنترنت.
فقد ثبت أن المال ينتج الفضائية الناجحة، والفقر ينتج فضائية الأغاني والتعيّش على «الماسجات»، وان اختراع الفيس بوك والتويتر يمكن أن يكون كالسيارة الجميلة التي تحتوي على كل أنواع الاختراعات الميكانيكية.. لكنها تجعل من السير في الشوارع آلة تدمير فتاكة، ومصدر اضطراب وغضب!!.
الشعوب التي نهضت تعاملت بالربيع لا بزقزقة العصافير، وقد كتبت مجموعة مقالات لدى زيارتي اليابان اتمنى ان اعيد نشرها، فهذا العملاق الاجتماعي السبوق لم تضعه الصناعة على خارطة التفوق العالمي، وإنما هو الذي انتج الصناعة المتقدمة.
وإذا كنا نشكو من العشائرية، فنمط اقطاع «الشوغن» احط واقسى، وقد سجلنا تاريخيا نهضة اليابان بنهضة مصر زمن محمد علي الكبير، وكما كان اليابانيون يستنسخون كل ما يرونه في اوروبا، فإن العبقري الامي في مصر كان يرسل النابهين من الشعب القديم المتحضر الى اوروبا ليتعلموا الطب والهندسة والعلوم المختلفة، ويعودوا ليبنوا في مصر ابدع دار للسلاح، وابدع اسطول بحري متقدم حتى على الاسطول البريطاني، وليجعل من مصر قوة دولية باجتياحه لبلاد الشام ولحكم التخلف العثماني.. وكان تراجعه مشرفا حين قاوم كل اوروبا عشر سنوات طوال.
صارت اليابان عظمى، وعادت مصر الى مرحلة عرف الاستعمار البريطاني كيف يهدم روح محمد علي من صدور المصريين, ويزرع محلها اشواق العودة الى احضان العثمانيين, بدل ان يبقى على الربيع الذي ازهر!!
باطل كل هذا الهراء الذي يندلق في الشارع الاردني, باسم الاصلاح والديمقراطية ومحاربة الفساد. ترى هل نحن ديمقراطيون في بيوتنا, وفي سلوكنا الاجتماعي, وفي الشارع والجامعة والمكتب والمصنع والحقل؟! وما هو الفساد اذا لم يكن هو هذا السلوك الهمجي في احتقار الاخر والبلد والنهج العام.
ولنتذكر ان اثنين من اول حكومة اردنية استشهدا في الصراع مع قوى الاحتلال, وان رؤساء حكومة ثلاثة ومؤسس هذه الدولة سقطوا صرعى في وقوفهم في وجه الفوضى والفساد, وطغيان العواطف على العقل والانفعال على الفكر!!