التاريخ : 2010-10-05
سنابل الوطن
على زمان الحكم العثماني ، وصل الامر بالفلاح ان يحسد القطط على حريتها وتحررها من دفع الضرائب وبدل الخدمة للملتزم التركي ، وكان الفلاح يغني:
يا هنيالك يا هالقط ياللي على الحيط تنط
مال الميري ما بتدفع ونظامية ما بتحط
راح الحكم العثماني بخيره وشره ولم نعد نحسد القطط سوى على شهر شباط،،،
قديما كان العبد الفرعوني يقود الثور لـ(دراسة) محصول القمح ، وفصل الحب عن القش.. كان يقود الثور يغني ما معناه:
- در ايها الثور على السنابل وأتلفها واطحنها لتذروها الرياح.. لأن كل ما نتعب ونكدّ من اجله انا وأنت يذهب الى خزائن غيرنا.
قد تكون هذه أقدم صرخة إنسانية مكتوبة تم العثور عليها ضد الظلم واستغلال البشر للبشر. طبعا لم نصل حاليا الى هذا الحد.. حد التمني بتدمير كل شيء لأن المواطن خارج دائرة الخير العام.
نعرف ان العبودية قد فارقتنا الى غير رجعة ، لكن عبودية أشد مضاضة حلت علينا.. وهي أشد مضاضة وفظاظة ، لأن علينا ان نتجرعها ونحن نرفل بثياب الاحرار شكلا. انها عبودية رأس المال التي تحول جل الشعب أي شعب الى مطرودين من جنة الخير الاقتصادي ، وتحصره في مجموعة من المتنفذين القابضين على رقابنا والمتحكمين بجيوبنا وما ملكت ايدينا.
حينما يكون رأس المال ذكيا فانه يعمم الخير على الجميع بنسب متفاوتة ، لكن حينما يكون غبيا فانه يحتكر كل شي ويمتص كل شيء بطمع وسادية مفرطة.
اتمنى ان لا نصل الى مرحلة الدعوة الى الفتك بسنابل الوطن.
ghishan@gmail.com