التاريخ : 2010-10-27
مهازل حقيقية!
الرأي- من مفارقات النفاق المفضوح أنّ حكماً بإعدام وزير الخارجية العراقية الأسبق طارق عزيز يصدر في نفس الأسبوع الذي سُربت فيه وثائق "ويكي ليكس" ، وما دامت العدالة العراقية مهتمّة بالعمل على قضايا عمرها عشرات السنوات ، فلماذا لا تهتمّ بقضايا حصلت قبل سنين قليلة ، وما زالت تحصل حتى الآن.
صدام حسين أعدم على الملأ ، ولكنّ المسؤولين عن قتل مئات الآلاف ، باعتراف الوثائق ، ما زالوا يحكمون العراق ، والرجل الذي جلب الاحتلالات والويلات والقتلى والدمار يُعاقب بعدم كونه رئيساً للولايات المتحدة فحسب ، ولو قُدّر له أن يخوض انتخابات ثالثة لكان نافس على المقعد أيضاً.
هذه مهازل حقيقية ، والأكثر طرافة أنّ اعتذارات بالجملة من كبار المسؤولين عن دمار العراق ، من واشنطن ولندن ، تتوالى علينا في الأخبار لسبب أنّهم ارتكبوا أخطاء ، ولا أحد يتحدّث عن الشعب العراقي المسكين الذي كان في عهد صدام الذي يعتبر قاتلاً في عزّ نسبي ، وصار يعيش مسلسل جريمة يومية متواصلة.
الديمقراطية التي أتت بها قوات الإحتلال لا تستطيع تنفيذ نتائج الانتخابات على أرض الواقع ، والعراق عملياً بلا حكم ولا حكومة ، وما زالت التخوّفات بالتقسيم واردة ، وما زال المجرمون بلا عقاب.