التاريخ : 2010-11-28
أدراج...
الرأي- لي صديق يعمل طبيبا في احد المراكز الصحية، التابعة لوزارة الصحة... لا أريد ان اذكر مكان هذا المركز ولكنه موجود في احد المناطق الشعبية الاكثر ازدحاما في عمان.
الغريب ان جميع الحالات التي تأتيه من النساء هي عبارة عن اصابات في الوجه وتحتاج للغرز الطبية.. وفي الغالب تكون اصابات ليست بالسهلة ابدا...
كنت عنده اول امس... وقبل ذلك زرته ولفت انتباهي الامر، وظننت في البداية ان هناك عنفا مبرمجا تتعرض له النساء.
حين سألته عن الامر قال لي: انه لا يوجد عنف ابدا ولكن المنطقة التي يعمل بها تحتوي على أدراج طويلة تربط بين المناطق فيها... ولأن النساء هناك غالبا ما تذهب للتسوق مرتدية الدشاديش.. وحين تعود لمنازلهن حاملة (أكياس) تحتوي على الخضار والمواد التموينية.. ونتيجة لنزول الدرج.. غالبا ما تتعثر احداهن بالعامية نقول: (تدعثر) فتسقط على وجهها.. والمشكلة أنهن يبقين (الأكياس) في الايدي ولا يستعملن ايديهن لحماية الوجه وبالتالي تكون الاصابة اما في (الحنك) او الجبهة واحيانا في (الفم) مباشرة.
قال لي الطبيب ايضا.. المشكلة في عملية اقناع النساء برمي الاكياس لحظة السقوط على الوجه.. واستعمال اليد للوقاية.
بصراحة بدأت بالضحك.. لم استطع ان اتخيل مشهد (أم العبد) وهي تسقط على وجهها او مشهد (أم رمزي) مثلا.
للعلم احدى السيدات تبين ان لديها (شَعر في الحوض) بمعنى: شبه كسر... وحين سألت الطبيب قال لي: تعثرت في الدشداشة التي ترتديها... ومن ضمن الاصابات ايضا كسر في الركبه.. وعللّ لي الطبيب الامر قائلا: كانت ترتدي كعبا عاليا.. وانكسر الكعب..
لا أريد ان اكون رومانسيا حالما.. ولكن حياتي في هذه المهنة اشبه بصعود درج ونزوله.. لا أحمل أكياسا في يدي ولا وزارات ولا مناصب.. ولكنه وطن (شايلوا) على اكتافي تعثرت (وتدعثرت) كثيرا واصاباتي كانت في القلب.
هي ليست حياتي وحدي ولكنها حياة كل اردني شريف وطيب وطاهر.. كلما تعثر من ثقل الحمل وقف مجددا وأكمل صعوده..
فليرفعوا سعر البنزين ليست مشكلة سنكمل الصعود...؟!!