التاريخ : 2014-10-14
ابو شجاع قل لهم: «هذا شليلي»
الراي نيوز - د. حسين العموش
سؤال طبي لاطباء العالم.. واطباء الاختصاص بالقلب.. هل القلب العروبي القومي النابض بالحب لفلسطين والمغرب العربي وحدود العراق الغربية هو ذات القلب لأي انسان عادي، لا يحتوي قلبه اي بقعة من بقاع العرب او لأي قلب يحتوي بقعة صغيرة محدودة.
هل الشريان الرئيسي او ما تسمونه بالنجيع عند المرحوم ابو شجاع حسين مجلي هو ذات النجيع عند سواه، وهل البطين الايسر هو ذات البطين في قلوبنا وقلوب الآخرين سواه.
وهل الدم ذات الدم.. وهل الأوتار الصوتية ذاتها.. وهل وهل وهل..
أبا شجاع ولك من اسمك نصيب.. غادرت عالمنا.. وتركت خلفك عربك هم هم.. تركت قوميتك التي دفعت ثمنها يوما.. ها انت اقرب الى صديقك صدام حسين.. ها انت على مرمى من بعثيين وقوميين ويساريين قاسموك الهم.. وقاسمتهم الهمم.
أبا شجاع.. حين يموت المناضل..الذي ظل قابضا على جمر عروبته لا بد لنا من ان نعترف ان زمن النضال قد اصبح خلف ظهورنا.. وأن زمن التحرير والمقاومة ما هو الا « محض هراء».. يدعونا ويدعو جيل الفيس بوك الى السخرية.
ابا شجاع.. هل تذكر بغداد العروبة.. برشيدها ورصافتها.. هل تذكر شارع ابو نواس.. وهل تذكر مسقوف السمك.. كل شيء تبدل.. فعلى ضفاف دجلة لن تجد مطعم المسقوف اياه.. هناك ستجد دبابة امريكية توجه فوهتها الى النصب التذكاري في بغداد.. بغداد ما عادت بغداد.. كل شئ تبدل الا «قلبك».. ظل هو قلب العربي الأردني القادم من جرش.. تاريخا وانسانا.
حين كنت استمع لنبرات صوتك وانت «تهدر» بخطاباتك كنت أؤمن بأن خلف هذه الأوتار الصوتية.. رجل مؤمن بالله وبالوطن وبالعروبة.. يمتلك عزيمة قومية.. تحرك جوارحه حلقات نقاش التي كانت تعقد على عجل في حلقة حزبية.
يا ابن التاريخ والجغرافيا.. يا ابن جرش.. طاول بقامتك اعمدتها وارفع رأسك الى السماء.. وقل لهم مقولة الأردنيين حين يتوجعون من التحدي : «هذا شليلي».. ما خنت يوما.. ولا وطأت قدماي سفارات العار.. ولا وضعت عيني في عيني «سمسار».. قل لهم ان قلبك الذي رفض المعاهدات والتسويات قد آن له ان يستريح بعد سبعة وسبعين نكبة ونكسة واوسلو ووادي عربة.. لا تقل للعروبة وداعا.. قل – اذا شئت – وانا أعرف ان «شورك من راسك».. قل للعروبة: «الى اللقاء.. الى اللقاء».