التاريخ : 2014-11-01

الراي نيوز- :حاتم محمد المعايطة
من واجبات الدولة أن توصل للناس حقوقهم وتقديم الخدمات للمواطن بكل يسر وليونة وسهولة في أوقاتها الحقيقية دون تأخير مقصود من قبل كبار وصغار الموظفين ، وتحاسب المقصر والمتأخر عن أدائها لأصحابها، ثم بعد ذلك عليها أن تفرض القانون، ولا تتعاطف مع أحد، أيا كان موقعه، ومهما كانت منزلته، فلا أحد فوق القانون.

لقد أصبح المواطن الأردني يعاني الأمرين عند قضاء حوائجه في انجاز المعاملات في أي مرفق حكومي، وتدهورت وترهلت الخدمات التي تقدمها الأجهزة الحكومية وجهاز الأمن العام بشكل خاص حتى صارت الرشوة الفوضى والعشوائية والمحسوبية ضاربة بأطنابها في بعض المؤسسات الحكومية ، والسؤال الذي ابحث له عن إجابة لماذا أصبح الأردن في المراتب المتقدمة في تفشي الرشوة ؟؟



كلنا نحب مؤسساتنا الحكومية و جهاز الأمن العام ونتمنى أن نراهم على الدوام في المقدمة من حيث الخدمات التي تقدمها ودورها الحيوي في حياة المواطنين والنهوض بالأردن بأعلى المستويات الاقتصادية والاجتماعية ، لكن واقع الحال يقول غير ذلك, حيث ارتفعت المحسوبية والاختلاسات والرشاوى و جرائم السرقة والقتل والنهب ، وخاصة وان بلدنا أصبح ملاذ لكل العرب منهم الجيد ومنهم الردي حتى أصبح الأردن في المراتب المتقدمة في تفشي الرشوة.

ليس كل من اتهم مؤسساتنا بالتقصير في أداءها أو انتقد في سوء الخدمات التي تقدمها هو بالطبع حاقد ، ولكن الغيرة والانتماء للوطن الذي يدفع الإنسان بأن ينتقد تلك الأجهزة ،وأن الشفافية مطلوبة في أداء المؤسسات الحكومية وأداء جهاز الأمن العام إن هناك علاقة رئيسية و عملية تسمى سيكولوجية العلاقة بين الحكومة والمواطن , هذه العلاقة تحث الحكومة على حتمية خلق علاقات جيدة مع المواطنين وعليها السعي لكسب ثقتهم , وسوف
تساعد الحكومة في أداء مهامه و أهدافها ومن ثم العمل على علاج السلبيات والتقصير .

إن التقصير وتفشي الرشوة أمر منفر ويجلب الكراهية للحكومة وما أظن بأن الحكومة بحاجة لكسب أعداء بل العكس الحكومة محتاجة للعلاقة الجيدة بينها وبين المواطنين حتى تكسب ثقتهم ومن ثم تستطيع أداء مهامها بشكل جيد ومضاعفة الجهود لحل القضايا
الخدمية والأمنية البحتة لتعزيز ثقة المواطن.
من واجبات الحكومة محاسبة الوزير المختص و قادة الأمن عن التقصيراو تفشي الرشوة، إن كان هناك تقصير.
إن غياب هذا الإجراء الصارم بحق كل مقصر في أداء واجبة وعدم المساءلة والمحاسبة، هو الذي يخلق حالةً من الفوضى وتفشي الرشوة وتناقلها بين المواطنين بشكل سريع فأنها سوف تشلّ الحركة الاقتصادية والاجتماعية للدولة، وبذلك تتأخر مصالح الناس.
حمى الله الوطن ومليك الوطن والشعب الكادح من كل سوء ومرتشي وحاقد وفاسد في القطاع العام والخاص.
حاتم محمد المعايطة