التاريخ : 2014-11-12

الراي نيوز

بقلم: أ.د محمد عباس النوافلة

ان احساس المرء بالحب الكبير لوطنه وقدرته على التعايش السلمي مع كافة شرائح المجتمع وأطيافه المتعددة على أساس المشاركة الوطنية والحوار الوطني البناء من الدلالات الوطنية الحقيقية الصحيحة، كما ان التوافق على القضايا المشتركة وتسهيل الخدمات المجتمعية والإنمائية والتنموية وكافة المصالح والمنافع الوطنية والتعاون في القضاء على العقبات والعراقيل التي توقف عجلة التنمية والتطور هي من المفاهيم الوطنية الحقيقية ولعلَّ تحديث الخدمات في كافة الجوانب الحياتية والمؤسساتية والتنافس بقوة في خدمة الوطن وأبنائه وتوعية المجتمع في كل وسائل الإعلام باحتياجات الوطن والتأكيد على ثقافة التسامح والحوار والمشاركة الإيجابية في خدمة الوطن هي من اهم المعطيات الوطنية الصادقة اضافة الى ىشعور كل فرد في هذا المجتمع وفق تخصصه أو وفق وضعه المهني أنه يخدم وطنه ويقدم واجب الوفاء تجاه وطنه الذي احتضنه كعضو ينتظر منه الكثير.

فواحة الأمن والأمان التي نتفيأ ظلالها وما ننعم به من خير وحرية يدعونا إلى التأكيد على أهمية تجديد الولاء والمحبة لهذه الأرض المباركة باستمرار والعيش وسط عطاءات ومنجزات مستمرة، فالانتماء الحقيقي ان نكون قدوة في سلوكنا وتعاملنا وعطائنا في أماكن عملنا وفي متاجرنا ومصانعنا وشوارعنا وان نبرز للآخر قيم ديننا الإسلامي الحنيف بالقول والفعل من خلال الدعوة إلى المحبة واحترام حقوق الآخرين وصيانتها. 

ان حب الوطن لا يعتمد على التلقين فقط، حب الوطن والانتماء إليه يحتاج الى مجموعة من السلوكيات والأعمال التي تبرز القدوة الصالحة الناصحة المنتجة، وهي معطيات تتطلب عملا وجهدا كبيرين من مراجعة الإجراءات وأنظمة عملنا في مختلف القطاعات العملية والتعليمية والتربوية وأنشطتنا في تحقيق الخدمة المجتمعة، إنها دعوة لنعمل جميعا بعقل الواعي المدرك والمستوعب لكل المتغيرات ونستثمر فيها كل التجارب ونستغل فيها الرغبة الصادقة لقيادة هذا الوطن نحو الارتقاء بإنسانه ومكانه، لكل الثقافات والاتجاهات بعقل المؤمن بربه والواثق بدينه.

فإن مما جُبِلت عليه الفِطَره السليمة من محبة الأوطان؛ وما لها من فضل على الإنسان في تربيته وتنشئته، وتغذيته وتثقيفه وحمايته، ولما لها من آثار جلية في تشكيل سلوكياته وطبائعه، وإذا كان الوطن هو مهد الإنسان، ومَرتع صباه، ومناط آماله، ومَبزغ فكره، ومسرح نشاطه، ومرعى هواه، ومأمنه من الفزع - فلا بد أن يشعر الإنسان الصادق بلهفة عارمة لهذا الوطن، وبحنين جارف نحوه؛ اعترافًا بجميله، وردًّا لصنيعه ومعروفه.

لقد دأبت المؤسسات في هذا البلد الكريم بقيادتها الحكيمة على الانطلاق في مهماتها للبناء والتطور والنماء من أساس واحد له جذور في الماضي.. وحقيقة في الحاضر.. وأمان في المستقبل..امتثالا لقول الملك الباني طيب الله ثراه ( فلنبني هذا البلد ولنخدم هذه الأمة ) ذلك هو الإنتماء الوطني الصادق ، لتصبح ثقافته منهجا تعليميا سائدا في كل المناهج الدراسية والحياتية.

ما أجمل الأنسان الصادق الوفي…الصادق بمشاعره وأحاسيسه…. ما أجمل ان نحب الأرض بصدق…وما أجمل ان نعطي هذا الوطن لأننا نحبه وان نخلص لقيادته الهاشمية لأننا نحبها ونحترمها ونقدرها…

وفق الله الجهود التي تعمل من أجل وطن اردني الانتماء، عربي اللسان، إسلامي المعتقد وعالمي الطموح

**رئيس مجلس مفوضي سلطة اقليم البترا