التاريخ : 2014-12-01
كتابات غرامية على اسوار المدارس ظاهرة تقلق الطالبات
الراي نيوز- راكان القداح
شعر، حكم، وعبارات غزل، أرقام هواتف خلوية وأحيانا أرضية ، قلوب مبعثرة تحمل اسهما وحرفين لاول الاسم للشاب والفتاة.. كل هذا وأكثر تجده على جدران مدارس البنات في مختلف مناطق المملكة .
عندما تمر بالقرب من أي مدرسة للبنات ستقرأ كل ما يخطر وقد لا يخطر على بالك من عبارات الحب والغزل والحكم التي كتبها اشخاص لا يعرفون ما الذي يدفعهم لمثل هذه التصرفات، خاصة وأن هناك عبارات سيئة جدا ولا يجوز أن تكتب على مكان له قيمته مثل المدارس بغض النظر كانت للذكور او الاناث.
وأحيانا نجد عبارات ايجابية من قبيل 'من جد وجد' .. 'لكل مجتهد نصيب' في دعوة للطالبات اللواتي كتبت العبارات على جدارن مدارسهن الى المواظبة على الدروس لنيل العلامات العالية.
حيث باتت ظاهرة كتابة عبارات مؤذية واسماء طالبات وارقام هواتفهن على اسوار المدارس وجدران المظلات ومقاعد الحافلات وداخل دورات المياه في الاماكن العامة تشكل قلقا لدى عدد كبير من الفتيات اضافة الى انها اصبحت سببا رئيسيا في وقوع المشاكل والمشاجرات بين الفاعلين وذوي الفتيات .
أما عن الموضوع الرئيسي في هذه الكتابات ففي الغالب ما تكون اسماء فتيات وارقام هواتفهن وكلمات حب وأبيات شعر و قلوب وتواريخ .
احدى المعلمات انتقدت هذه الكتابات الموجودة على أسوار المدرسة وقالت انه من غير اللائق هذا المنظر الذي نراه على أسوار المدارس عدا عن الاحراج الذي يسببه هؤلاء الشبان عند كتابة اسم طالبة على سور المدرسة او في الطريق المؤدي إليها لافتة الى انه وفي غالب الأحيان ما تسبب هذه الكتابات العديد من المشاكل إما مع ذوي الفتيات أو مع أناس آخرين .
وقال عزات عنيزات احدى وجهاء محافظة عجلون ان الخطورة في هذه الظاهرة تكمن في الكتابة على أسوار المدارس الثانوية للبنات أو على الطرق المؤدية إليها حيث تكون هذه الأسوار في الغالب عبارة عن دواوين شعر لأحد العاشقين أو عبارات عشق لأحد المعذبين وغالبا ما نجد أسماء وألقاب وأرقام موبايلات على هذه الجدران الأمر الذي يسبب ضيقا لدى الطالبات والمعلمات لافتا انه يتوجب على الجهات ذات العلاقة أن تراقب الفاعلين وان تعاقبهم عقابا رادعا حتى يتعلم الآخرون منهم لان لهذه الكتابات أضرارا كثيرة أهمها تشويه المناظر وإعطاء منظر غير لائق لمكان يتلقى فيه الطلاب العلم والمعرفة .
المواطن محمد الشويات قال أن ظاهرة الكتابة على جدران المدارس منتشرة بشكل كبير جدًا، مستنكرًا كتابة بعض الكلمات التي تخدش الحياء العام، فضلًا عن استخدام عبارات سيئة، مطالبًا الجهات المختصة من جهاز الامن العام ومديريات التربية بوضع حد لها.
وقال المواطنة منى بني نصر أن المنظر الذي تراه في طريقك الى المدرسة تقشعر له الأبدان حيث نرى كل عبارات الحب والغزل اضافة الى اسماء معظم طالبات المدرسة وارقام هواتفهن الامر الذي اصبح يشكل قلقا لدى معظمهن اضافة الى المشاكل التي تحصل بفعل هذه الكتابات بين الاهل والطالبة من جهة وبين الاهل والفاعل من جهة اخرى .
أحد الطلبة فضل عدم ذكر اسمه قال إن طلاب المدارس هم الذين يكتبون الكلمات والعبارات وارقام هواتفهم على جدران المدارس، مضيفًا أن بعض الطلبة يكتب اسم العائلة او كتابة اسم فتاة.
ولفت إلى أن هناك من يكتب عبارات سب وشتم لبعض المعلمين في المدارس، وخاصة المعلم الذي يعاقب الطالب، 'فالطالب لا يجد وسيلة تعبير ليعبر عن رأيه سوى الكتابة على الجدران' .
وقالت المختصة في علم النفس التربوي في جامعة اليرموك الدكتورة عائشة السوالمة ان ظاهرة الكتابة على الجدران تعتبر من الظواهر التي انتشرت بين عامة الشباب بل أصبحت تمثل منحدراً سلوكياً سيئاً في بعض المواقف ولعل هذا لم يأت من فراغ ولكن هناك عوامل متعددة وراء ذلك وقد يكون العامل النفسي والانفعالي للطالب هو الذي دفعه إلى مثل هذا التعبير المغلوط والغير لائق لا اجتماعياً ولا أدبياً متخذاً في ذلك حججاً واهية وأفكار وهمية على أن ذلك العمل ما هو إلا محاكاة مع النفس وتعبير عن الذات والآراء والخواطر الدفينة التي يرى أنه من خلال ذلك العمل ينفس عن نفسه ويفرغ شحنته المكبوتة .
وقد يكون العامل وراء ذلك أيضاً لفت النظر أو تشويه سمعة الآخرين أو الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة أو تخليد ذكرى أو التعصب لأحد الأندية التي يشجعها ولعل ذلك يندرج في الأسباب التالية:
ودعت السوالمة الى وقف هذه الظاهرة من خلال تفعيل قنوات التواصل والحوار المفتوح مع الطلبة وإشاعة حرية التعبير والتواصل الاجتماعي بين الطلبة ومحيطهم الاجتماعي بروح ايجابية لقتل العزلة والغربة داخل الطالب وتفعيل برامج الأنشطة المنهجية واللامنهجية لملء الفراغ عند الطلبة وتعويدهم على سلوكات نافعة.