التاريخ : 2010-12-06
ويكيليكس
الرأي- منذ أسبوع وأنا أحاول أن أبحث في وثائق (ويكيليكس) عن خطة أميركية عن شيء ملموس حدث على أرض الواقع ولم أجد ... كل ما سرّب هو (ثرثرة) وأقوال جاد بها بعض المسؤولين إلى موظفي درجة ثالثة في السفارة الأميركية.
مثلاً ما قاله بعض المسؤولين اللبنانيين للأميركان حول حصار سورية كتب في الصحافة اللبنانية، والإعلام قال ما هو أقسى من ذلك...
وما قاله مسؤولون أردنيون قيل أيضاً في الإعلام وكتب هنا على صفحات الجرائد.
في التاريخ الأميركي هناك فضائح وتسريبات أدسم (فإيران غيت) لم تكن ثرثرة كانت صفقة أسلحة حدثت على الواقع .. و(الكونترا) أيضاً في نيكاراغوا.. وتورط (السي آي إيه) في اغتيال (تشي غيفارا) .. كل هذه الأحداث كانت مرسومة ومعدة مسبقاً وأميط اللثام عنها.
والغريب أن مؤسس الموقع موجود في بريطانيا ويواجه تهمة اعتداء جنسي أمّا مسرّب الوثائق فهو جندي أميركي وشاذ جنسياً.. هذا يؤكد ان الجماعة أصبحوا مثل إسرائيل والحمد لله؟...
أحياناً نطلق أمثالا شعبية تستطيع اسقاطها على السياسة فحين يقال: (ثرثرة العوانس) فهذا القول صائب بحكم أن ثرثرتهن تكون كثيرة ومليئة بالمعلومات التي لا تؤثر .. و(ويكيليكس) هي بحد ذاتها تطوير لتلك الثرثرة ولكن على مستوى دول.
لم يخبرونا شيئاً عن الذي حدث تحت الطاولة حين دخلوا العراق ولم يخبرونا شيئاً في (ويكيليكس) عمّا حدث ومن أطلق أيدي البعض في الكعكة العراقية ولكنهم أخبرونا عما قاله بعض المسؤولين العرب والذي نعرفه مسبقاً.
تلك ليست سوى مزحة أميركية جديدة.. مثل مزحة احتلال العراق وربما ستكشف (ويكيليكس) نفسها عن وثيقة تؤكد أن (اسانج) نفسه مؤسس الموقع كان عميلاً لـ(السي آي إيه) بعد عشر سنوات.
تلك شعوب تستطيع أن تحوّل الثرثرة فيها إلى أسرار.. في حين أن أسراراً خطيرة ومهمة مثل اتفاقات ما تحت الطاولة ومثل احتلال بغداد.. تبقى خلف الشمس.
يبدو أن لدى الأميركان فائضاً كبيراً من كلام العوانس تم الهاؤنا به.