التاريخ : 2014-12-29
السنيد يكتب: الحروب تخاض في ظل حالة اجماع وطني
الراي نيوز-كتب النائب علي السنيد -
في كل الدول تخاض الحروب عندما تتعرض المصلحة الوطنية الى استهداف مباشر من قبل طرف اجنبي، ولكنها تستند في شرعيتها الى حالة اجماع وطني لخطورة ما يترتب عليها من خسائر تطال الارواح والممتلكات. وقد تتعرض الشعوب خلالها راضية الى مخاطر جمة، والى العيش تحت القصف، والمعاناة وفي ظل الحصار، وفقدان الحياة الاعتيادية، ويتعرض الاقتصاد الوطني الى الشلل التام، وتبقى حالة التعبئة العامة تؤمن لجهاز الحكم القبول الشعبي بغض النظر عن حجم الخسائر الناجمة عنها لان الشعوب هي وقود هذه الحروب، وتصنع الامم من خلالها ابطالها، واساطيرها، وقياداتها العسكرية والسياسية. وتكون اهدافها معبرة عن الكرامة الوطنية.
وتضع الشعوب ابناءها تحت تصرف هذه الحروب التي تتواصل بدافع شعبي، وهذه الاشكال من الصراع شهدتها كافة الامم والشعوب في حروب التحرير والاستقلال، وتحرير ارادتها الوطنية، والدفاع عن سيادتها، وكرامة شعبها، ومصادر ثرواتها الوطنية، او وجود خطر خارجي يتهددها في الصميم.
اما في ظل حالة انقسام شعبي، وعدم ايمان بوجود اهداف وطنية من خلف شن الحروب او المشاركة في احلاف دولية عمادها الدول الاستعمارية فكيف سيتم تبرير حجم الخسائر البشرية الناجمة عنها، وان تزهق ارواح الناس دون طائل وطني، او دفاع عن الكرامة الوطنية، وفي سبيل من يموت الناس اذا انتفت الاهداف الوطنية الكبرى، او الدفاع عن العقيدة، او وطن محتل، وكيف تتولد المشاعر الوطنية لرفد الحرب بما يعزز صورتها في المخيلة والوجدان الشعبي وكيف يرفدها الادباء والمفكرون والشعراء بضرب من خطاب الحماسة الوطنية.
وعندما يساق الجنود الى الحرب تحت مبررات غير وطنية الا يكون ذلك مبررا لفرارهم من ساحات القتال. وهبوط معنوياتهم العامة.
ان الحروب تخاض مع اعداء الامم والشعوب، وفي سبيل الدفاع عن الكرامة والحدود الوطنية، والثروات الوطنية، وعن سيادة الدول، واستقلالها وحرية قرارها الوطني، ولتحرير المحتل من الاوطان، والدفاع عن المقدسات حيث تهون الارواح في سبيلها، وهي ترتكي على اجماع وطني، واهداف وطنية لا غبار عليها، وتعتبر المشاركة فيها بطولة، والموت فيها شهادة، والنكوص من الميدان عارا يلحق بصاحبه مدى الحياة.