التاريخ : 2010-12-06
حقيبة غيم..
الرأي- منذ أيلول وأكفّنا رسائل شوقٍ ..وقلوبنا ساعي بريد..
ايها المطر القادم الينا من بعيد..هل حقاً ستزورنا الليلة ؟ هل سترمي حقيبة الغيم خلف بوابة البيت وتقبّلنا جميعاً جميعاً..وتبللنا جميعاً جميعاً بعرق الغيبة النقي...ايها المطر القادم الينا من الغربة...انتظرناك كأب مسافر، منذ أيلول مشطتنا امنا الأرض بلهفتنا،حفظتنا أناشيد الشتاء، وابتهالات الهطول ..وبقينا ننتظرك خلف النوافذ،من فوق المنازل، من شقوق الأبواب ..قلنا ربما يغافلنا آخر الليل ويأتي ..لكنك أطلت الغياب..
ايها المطر القادم الينا من بعيد .. أوسعنا لهيبتك مكاناً، وفرشنا لك في الصدر غيمتين عاليتين، خزّنّا المؤن كما عودتنا، وهادنّا الدفء كما علمتنا، وأجرينا عمليات قسطرة للأودية والشعاب..فقط، تعال واضرب جرس السماء بزمجرة رعدٍ تكسر برواز العطش عنا.
تعال..تغلغل في جدائل طالبات المدارس،انهي حصة الرياضة للصف الرابع، شاغب مع خبز الموظفين العائدين،اطرق زجاج ربات البيوت الضجرات، وانفث بصوتك حناجر المزاريب المهملة، اعط امي وقتاً كافياً لتتلو علينا الاحلام، وارفع موسيقاك عالياً لأكمل الرواية بسلام، اقرأ فنجان الشوارع الملطخة بالطين،داهم عش سنونو، ايقظ كوخ الصفيح لحارس ليلي،امسح مستعمرات الرمل عن واجهات البيوت ،أمهل العشّاق كثيراً، و أوقف السير قليلاً...ثم البسني زخة على مقاسي..
ايها المطر القادم الينا من بعيد،بعثر جدول أعمالنا، الغ كل مواعيدنا، عطل لقاءاتنا..واجعلنا نتفرّغ قليلاً قليلاً اليك..كم نشتهي ان نرى أنفسنا بمرآة برقك ..ايها المطر القادم الينا من بعيد..اغسلنا من «سناج» عيشنا..لنعود كما كنا أبناءك.