التاريخ : 2010-12-11
كوارث عادية
الرأي- باسم سكجها
يُقسّم السودان على مرأى ومسمع وعدم ممانعة أحد ، والطريف أن مسؤولاً سودانياً كبيراً يصرح لإحدى الفضائيات: صحيح أن السودان سيقسّم ، ولكن الصحيح أيضاً أننا حافظنا على وجوده ، ولا أظنّ أنّ أحداً فهم مقصد الرجل ، اللهم إلاّ إذا كان يعني الحفاظ على وجود نظامه السياسي،
السودان من أفقر الدول العربية ، مع أنه جدير بأن يكون أغناها ، هذا ما قرأناه في الكتب المدرسية قبل أربعين سنة ، وما يقرأه أولادنا الآن ، ولا نعرف ماذا سيقرأ أحفادنا ، بإعتبار أن السودان قد يحمل أسماء أخرى ، أو يكون الشمالي والجنوبي والشرقي والغربي.
تحدث الكوارث السياسية والوطنية في بلادنا ببساطة ، وبقبول ضمني للأمر الواقع من الجميع ، ولتقل لنا الجامعة العربية سبباً واحداً يجعلنا لا نصدق أن اليمن لن يكون التالي ، أو يسبقه العراق ، أو تنضم الجزائر إلى حلقات التقسيم ، وغيرها وغيرها.
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ، وسخرت منها شعوب العالم ، متى سنشهد ولو شكلاً إحتجاجياً واحداً على وصولنا القاع ، ولماذا لم يعد هناك من أمل واحد ، مجرد أمل صغير ، بالتغيير والعودة إلى خريطة العالم.