التاريخ : 2015-03-07

الراي نيوز- فرح العبداللات

يعتبر الاول من آذار كل عام فجر جديد يطل على الاردن والجيش العربي الارني، حيث ارتسمت فيه الفرحه على جباه جميع الاردنيين لحظه قيام الملك حسين طيب الله ثراه على اتخاذ القرار الوطني بتعريب قياده هذا الجيش المصطفوي، لحظه تعيين ضابط اردني لتولي مهام رئيس أركان الجيش العربي ليكون جيشا اردنيا هاشميا يحمل اسم الجيش العربي كما قال عنه المغفور له الملك عبدالله المؤسس طيب الله ثراه .
حيث اعتبر من اشهر واشرس القوات والجيوش العربيه من حيث الكفاءه والخبره والتي شكلت نتيجه للانجازات والانتصارات الكبيره والعديده، والتي فخرنا بها جميعا كأردنيين والتي ايضا حققت بالرغم من ضعف موارد الاردن و قله حيلته الماديه.

ان الجيش العربي الاردني بكافه تشكيلاته واقسامه من سلاح جو، قوات بريه، قوات خاصه، مخابرات عامه واجهزه امنيه، خدمات طبيه، شرطه سير وغيرها الكثير هو بنظري جيش فريد من نوعه، فلطالما شبهته بالاسوار المنيعه الحصينه والتي بدورها تشكل درعا واقيا من اي زعزعه او خطر ممكن بأن يهدد امن واستقرار المواطنين، واني لأتساءل من جهات معينه تطغى مصالحها الشخصيه على مصالح الوطن و تستمر بالمحاوله بكافه الطرق والوسائل المستفزه بالبحث عن الرفاهيه والبريستيج وضمان مستقبلهم البرجوازي في ازمان واوضاع حرجه وغير مناسبه على الاطلاق، كمجلس النواب مثلا والذين زادت حمى مطالبهم في الآونه الاخيره بزياده تقاعدهم المدني بمبالغ تذكر، والسبب يعود لكونهم نواب و محتلين مئات المقاعد تحت سقف القبه، حيث يوجد الدفء والامان والنقاشات المازحه والاجواء الحنونه، وترى عدسات الكاميرات تتوجه في معظم الاحيان وبمحض الصدفه الى عيون نائمه والى افواه معبأه بالسندويشات و الوجبات السريعه، بينما افراد جيشنا العظيم الذين لا يعرفون مكانا للدفء ولا للجو المازح بالرغم من قساوه ظروفهم المعيشيه وقله دعمهم المادي منه او المعنوي، ان منحوا ٥٠ دينارا مكافأه في احد اعياد السنه تراهم يهتفون بصوت عال موحد (يعيش جلاله الملك المعظم) وان دل ذلك على شيء فانه دل على النخوه و صدق النوايا والوفاء للقسم والعهد الذي لطالما كان حاضرا بين اكتافهم وامام اعينهم.

حين ارى في بعض ايام الشتاء القارص شرطي سير واقف تحت غزاره المطر والثلوج واعينه الحمراء المدمعه من شده بروده هبات الهواء المسلطه على وجهه، والذي من جراء يوم كهذا كاد من الممكن ابتلائه بالامراض والعلل المؤذيه والمضره بصحته وبجسده، هذا الانسان في عمل كهذا ضحى بروحه وبصحته ليس فقط لاجل الماده، بل لأجلك ايها الاردني، فترى الشوارع يومها منظمه ومصطفه اصطفافا جميلا على مسار واحد ومن دون نهر او اف او تمرد او محاوله للتهرب من المسؤوليه، بل يسير على حديث الرسول صلى الله غليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) فياله من منظر مؤثر و جميل، حين ارى المستشفى الميداني الاردني هنا في شمال العراق مؤدين عملهم على اكمل وجه و مخلفين ورائهم عائلاتهم واولادهم للعيش باوضاع قلقه، صعبه، مجرده من الأمن والامان، يؤدون عملهم في منطقه حرب كهذه، فاني لافخر بكوني اردنيه نشميه وكونهم يمتون لي بكل الصله، هم ابناء بلدي النشامى .




ان الجيش العربي الاردني هم حاله من البساله والاداء العسكري الذي لم ينصفه الاعلام بقدر مكافئ لقدراتهم المبذوله، بل نحن في وطن انصفهم دعم جلاله الملك معنويا، انصفتهم نظرات الاحترام و التقدير و الشعور بالامان الداخلي المزروعه بداخل أعين كل الاردنيين، انصفتهم السمعه الطيبه والتي زادتهم و زادتنا فخرا وعلوا بين الامم، و الكلمات الجميله التي قيلت بحقه من قبل اكبر القاده و المحللين العسكريين اصدقاء كانوا ام من الاعداء على امتداد تاريخ.
فقال غلوب باشا عن الجيش العربي بعد مشاركته بمسيره النصر عام ١٩٤٦ والتي شاركت به جميع الدول المنتصره في الحرب العالميه الثانيه: هؤلاء هم نفس الرجال الذين فتحوا العالم قبل ثلاثه عشر قرناً، وقال فوزي القاوقجي القائد الميداني لجيش انقاذ فلسطين: ان الجيش الاردني بفلسطين كان يشكل الامن والطمأنينه الوحيده التي تثبتهم بقراهم وتحول دون نزوحهم.
قالت صحيفه news week الامريكيه: لقد قاوم الجيش العربي في معركه الكرامه بضراوه وان نتائج المعركه جعلت من الملك حسين ومن الاردنيين ابطال العالم العربي، فما اعظمك ايها الجيش، عبرت الحدود و تخطيت البحار والمحيطات ودست على كل من ضمر شرا بوطننا الغالي مقدما اغلى التضحيات و البطولات و الكثير من الشهداء في سبيل الواجب الوطني و الانساني، واني كمواطنه اردنيه عاهدت نفسي بوقوفي صفا واحدا بجانب جيشنا الباسل في ظل هذه الظروف الصعبه بوجداني و قلبي و كلماتي المنتقاه و بتفكيري العقلاني والمجرد من اي تطرف او نزوح عن المنطق، و سوف ادعم هذا المنهج باضعف ايماني الا وهو الكتابه، لعل بقي في هذا الزمان للقراءه مكان، ولسوف نمنع كاردنيين اي نجاسه بان تمس ثرى هذا البلد الطاهر الذي استشهد في سبيله الكثير من الرجال العظماء منهم جدي و جدك و خاله وعمها، فقط لضمان الاستقرار و الحياه لكم ايها الجيل، وسنمنع الفتن واي طرق تؤدي الى ضلال افكارنا و قلوبنا وثقتنا بالحكومه و بهذا الجيش او حتى بنا كاردنيين، فلطالما كنا كالجسد الواحد، و سيبقى جيشنا العربي الاردني هو جيش الثوره العربيه الكبرى، الجيش الذي لا يخاف و لا يركع الا لله عز و جل، واختم بقول الشاعر: لبسني شعار الجيش لو مره و خذ عمري، اعيش بخندق الابطال ارخص للوطن عمري، واخلي لقمه الزقوم بحلوق العدى تهري ولا تمري، اسال الله الامن والامان، وحمى الله الارن مليكا و جيشا و شعبا.