التاريخ : 2015-03-18
ما كشفته الكاميرات !
الراي نيوز- عصام قضماني
أثار نشر أمانة عمان لكاميرات رقابة إلكترونية جدلا واسعا باعتبارها أداة جديدة للجباية حتى أن وكالة الأنباء الأردنية أعدت تقريرا خاصا نقلت فيه استياء مواطنين من سياسة رصد مخالفات السير كطريقة للجباية وتحصيل الضرائب والمخالفات !!.
كاميرات الرقابة الالكترونية رصدت 200 الى 250 مخالفة قطع اشارة حمراء يوميا, ما يعني أن المواطن لا يحترم قواعد السير، ولا يحفل بالمخاطر المترتبة على مثل هذه السلوكات، ولا عجب أن حوادث السير وحدها تخطف حياة شخص كل 9 ساعات وتتسبب باصابات بالغة لنحو 29 شخصا كل دقيقة.
في وقت سابق قامت الدنيا ولم تقعد عندما دار حديث عن زيادة غرامة مخالفة قطع إشارة ضوئية حمراء الى 500 دينار، للحد من هذه الظاهرة التي أثبتت الكاميرات أنها متفاقمة، وأن الالتزام بأبسط قواعد السير مخترق، وان السواقين لا يكترثون.
لكن باليد الأخرى لا تزال الشكوى محقة من عدم تأهيل الطرق، التي تزدحم فيها الحفر والمطبات وتخلو من الشواخص والخطوط خصوصا لتحديد المسارب، فمعظم الحوادث تقع بسبب حفرة في شارع أراد الساق تجاوزها وفي العادة يسبق تأهيل البنية التحتية فرض الغرامات.
في شوارع العاصمة لا يستثني السائق أي من حواسه تماما كما لو كان يخوض معركة شرسة,
هذه حقيقة يمكن ملاحظتها برصد سلوكيات السير على الطرق, حيث الفوضى تحل محل النظام، والسبب غياب احترام قواعد السير.
ما الذي يتوجب أن يكون موجودا ونفتقده على الطرق ؟. الحافلات لا تلتزم المسرب الأيمن كما رصدت ذات الكاميرات مشاهد حية في الشوارع، لكن حتى مثل هذه المخالفة لا تحتاج الى كاميرا إذ يمكن رؤيتها بالعين المجردة للمتابع ومعايشتها يوميا بالنسبة للسائق، هل يحدث ذلك لأن مثل هذا المسرب غير موجود أصلا ؟.
كثيرا ما طالبنا بتخفيف الضغط عن كاهل شرطة السير فأنت لا تستطيع أن تضع شرطيا لكل سائق بالرغم من الإنتشار الهائل لأفراد الشرطة ولعرباتهم التي تدور وتعمل ليل نهار بكامل عدتها وأنوارها، وهو عبء مادي كبير.
إن وافقنا على أن 90% من أسباب حوادث السير، تعود إلى السلوكات الخاطئة للسائق كما تقول دائرة السير, فلا يمكن أن نتجاهل ظروف الطريق وأهليته وممرات المشاة وأهليتها كأسباب.