التاريخ : 2010-12-15
نظرية الخضّ...
الرأي- نحن شعب يحبّ (خضّ) الأشياء، فحين نقوم بشراء علبة لبن من السوبرماركت وقبل شربها لا بُدّ من خضّها جيداً حتى تتداخل المحتويات في بعضها البعض.
حتى في علم الميكانيك اضفنا له مبدأ (الخضّ) فحين تملأ سيارتك بالوقود وخوفاً من أن تطفح يقوم عامل المضخة بـ(خضّ) السيارة... كي يضمن توزيع البنزين على كل أجزاء الخزان.
وأيضاً في الأمومة ابتكرنا أسلوباً مهماً لنوم الأطفال وهو وضعهم على أقدام الأم والبدء بـ(خضّ) الطفل إلى الحالة التي يصاب فيها الطفل بالدوخان ومن ثمّ ينام.
كل شيء لدينا قابل (للخضّ) حتى في الطعام هناك خضّ لجميد المنسف فالمعازيم يفضلونه (مخضوض)... والبعض لدينا إذا لم يتم (خضّهُ) جيداً فمن الصعب أن تتم عملية (القلي).
والعملية الديمقراطية هي الأخرى شهدت (خضّاً) متواصلاً فقبل الفرز لا بُدّ من (خضّ) الصناديق حتى يتأكد المراقبون من أن الأوراق سليمة.
وفي وصفنا للأشياء أحياناً نعتمد مفهوم (الخضّ) ... للتعبير عن سوء الطريق فيقول فلان «والله خضيت معدتي»... نتيجة لحركة السيارة غير السليمة.
في حادثة القويسمة... طغت الوحدة الوطنية على السطح، والقصة أبسط من هذا الأمر... وكأن ما حدث هو شيء متعلق بالوحدة الوطنية ويتجاوز مباراة قدم.. ونسينا أن (خضّ) الأشياء بطريقة أكثر مما تحتاج قد يؤدي إلى نتائج أخرى.
حادثة القويسمة بكل نتاجاتها هي (خضّ إعلامي) لحدث لم يكن يحتاج أصلاً كل هذا الصياح... ولم يكن يحتاج أن نفتح موضوع الوحدة الوطنية أصلاً؟.
نحن طوّرنا حالة (الخضّ) من السوائل إلى الأحداث... والجميع يمارس (الخضّ) ... فهو الشيء الوحيد الذي يستطيع أصلاً أي إنسان أن يمارسه.
أنا بعكس الجميع قلبي (مخضوض) جاهز...