التاريخ : 2015-09-07
الامير الحسن: التاريخ ليس لسرد حقائق رقمية
الراي نبوز
- علي فريحات - قال سمو الامير الحسن بن طلال ان عروبتنا واسلامنا جزء من ثقافتنا العربية الجامعة التي يتم بموجبها المحافظة على هويتنا في إطار احترام الاخر وترسيخ القيم الانسانية المشتركة.
واضاف سموه خلال لقائه طلبة الجامعات الاردنية الحكومية والخاصة في الملتقى الشبابي الخامس الذي نظمته جامعة اليرموك والمجلس الاعلى للشباب في قاعة معسكر مخيم الحسين في عجلون، بعنوان 'الغلو والتطرف وموقف الاسلام منه وتأثير الجماعات المتطرفة في الاقليم'، إن التاريخ ليس لسرد حقائق رقمية تاريخية إنما التاريخ قدوة ونبراس للتحليل الإيجابي واستخلاص الدروس والعبر.
وأشار سموه إن النهضة العربية التي عبر عنها كل من عبد الرحمن الكواكبي منذ أواخر القرن التاسع عشر في كتابيه 'أم القرى' و'طبائع الاستبداد'، وبطرس البستاني وعزيز المصري، وغيرهم تبلور عنها، من خلال التقاء هؤلاء المفكرين مع توجه الشريف الحسين بن علي النهضوي، مفهوم ثقافة التحديث التدريجية المتنوعة التي لا تعتمد على الإقصاء وإلغاء الآخر وتستوحي من التراث ما يجعل للتحديث والحداثة هوية.
وبين سموه أنه رغم شيوع التطرف في الغرب الا ان الاسلام حذر من التطرف والغلو على اصحابه، حيث أن القراءة الواعية للنصوص الشرعية الإسلامية توضح مدى إدراك الإسلام لخطورة هذه الظاهرة.
وأضاف سموه إن التطرف لا ينحصر في الجانب الديني فهناك تطرف سياسي واجتماعي وصولي ونحن بحاجة الى تواصل فكري جديد لتكون مهمته تكوين العلاقة المنشودة بين الدين والسياسة لتحقيق الاصلاح الشامل في العالم العربي .
ودعا سموه الى التطبيق الفعلي لتعاليم الإسلام مؤكدا دعوته إلى تأسيس صندوق عالمي للزكاة والحوار بين أتباع الديانات.
وأكد على ضرورة توليد قناعة تعزز الثقة فيما بيننا لنواجه الحاضر والمستقبل كمواطنين مسؤولين ضمن إطار حضاري للاختلاف والاستعداد للاستماع والرغبة في التفاعل بعيدا عن لغة التجريح والحوار واللجوء الى العنف.
وأكد رئيس جامعة اليرموك الدكتور رفعت الفاعوري على أهمية انخراط الشباب في العملية التنموية والاصلاحية الشاملة انسجاما مع الرؤى والتطلعات التي عبر عنها قائد الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني الذي ركز فيها على دور الشباب في المشاركة الحياة السياسية وصنع القرار .
وأشار الفاعوري الى اهمية اقامة مثل هذه اللقاءات الشبابية تعزز التواصل بين طلبة الجامعات لتبادل الخبرات والمشاركة في تحمل المسؤولية مبينا ان الجامعات تسعى الى ايجاد المواطن الصالح الواعي والمنتمي للمساهمة في بناء الوطن.
وأشار امين عام المجلس الاعلى للشباب سطام عواد الى اهمية انعقاد اللقاءات الشبابية التي تعزز مفهوم الولاء والانتماء المواطن والامة وقائد الوطن وبث روح المسؤولية لدى طلبة الجامعات معربا عن اعتزاز المجلس بالشراكة مع مختلف المؤسسات الرسمية والتعليمية بما ينسجم مع رؤية القيادة الهاشمية في ابراز دور الشباب في بناء الوطن وتعزيز مكانته وتعظيم انجازاته.
وفي نهاية اللقاء الذي حضره رئيس مجلس امناء جامعة اليرموك الدكتور فايز الخصاونة ووزير الاوقاف الاسبق الدكتور عبدالسلام العبادي وقائد أمن اقليم الشمال العميد عبيدالله المعايطه ومدير شرطة المحافظة العميد زياد باكير وكبار موظفي جامعة اليرموك، دار حوار ونقاش ما بين سموه والمشاركين في اللقاء حول دعم مسيرة الاصلاح وانخراط الشباب في الاعمال التطوعية والمشاركة السياسية والابتعاد عن مظاهر العنف والتطرف .
ويذكر ان اللقاء الشبابي والذي يستمر لخمسة ايام بمشاركة 80 طالب وطالبة من الجامعات الحكومية والخاصة في الاردن حيث يتضمن برنامجه لقاءات وندوات حوارية مع اصحاب القرار وزيارات للمناطق السياحية والاثرية واعمال تطوعية.
وكان سمو الامير الحسن قبيل انعقاد الحوار زار وادي راجب للاطلاع على واقع التجربة الزراعية والاساليب الحديثة المستخدمةِ في الزراعات الجديدة وطرق الاستصلاح والاستخدامات الحديثة والمثلى للزراعات المروية التي حققت نتائج ايجابية على ارض الواقع .
وأكد سموه خلال لقائه عدد من ابناء البلدة بحضور رئيس بلدية كفرنجه فوزات فريحات وعدد من وجهاء البلدة وابناء عشيرة الغزاوي على اهمية التركيز على الزراعة والاعتماد على الذات في عمليات استصلاح الاراضي وزراعتها وتطويرها من اجل تحسين انتاجية الاراضي التي تساهم في زيادة الدخول الاقتصادية.
واستمع سموه خلال اللقاء من الخبير في مجال الري والزراعة احد كبار المزارعين المهندس سليمان الغزاوي عن تجربته في استثمار قطعة الاراضي التي تزيد مساحتها عن مائة دونم التي تم زراعتها باشجار الاسكنديا والكاكا والقشطة والحمضيات المتنوعة والتي لاقت نجاحا من خلال نقل هذه التجربة لعدد من المزارعين الذين توسعوا في مثل هذه الزراعات التي كان لها مردودا ايجابيا في تحسين مستوى دخول المزارعين بالإضافة الى تجربة الاردن في استثمار الزراعة في دولة السودان الشقيقة .
كما استعرض عدد من المزارعين المشاكل التي تواجه القطاع الزراعي والسبل الكفيلة بتطويرها وتنميتها .