التاريخ : 2015-10-05

الراي نيوز-احمد محمود سعيد
بفاصل زمنيِّ مدّته اربعة عشر سنة وفي نفس التاريخ تقع الكارثة إحداها في عاصمة الظلم والإرهاب والأخرى في عاصمة الإيمان والتوحيد ومركزه .
قبل اربعة عشر عاما فوجئنا عصر ذلك اليوم بتوقيتنا على التلفاز بتصوير طائرة تضرب برجي التجارة الدولية في مانهاتن في نيويورك العاصمة الأمريكيّة وكان منظرا رهيبا وتوالت الأخبار حول أعمال رهيبة اخرى في اماكن متفرقة في الولايات المتِّحدة الأمريكيّة التي تحوي إدارات ظالمة سواء كانوا من الديموقراطيّين ام الجمهوريّن فكل منهما أسوء من الآخر وانتشرت الكثير من القصص حول عدد الضحايا وجنسياتهم ووجود يهود بينهم وخلاف ذلك من تفاصيل .
وبعد ذلك الحادث إشتغلت ماكنة الحقد الإسرائيليّة والعقل الشيطاني الأمريكي فأعلن الرئيس الأمريكي بداية الحرب على الإرهاب والتشديد على كل من له سحنة شرقيّة او مواطن يحمل جنسيّة دولة عربية او إسلاميّة وانتشرت حملة حاقدة ضد العرب والمسلمين .
وفي حين قامت اربع طائرات مدنيّة بهجمات عام 2001 في امريكا حيث قامت الطائرة الأولى وهي من طراز بوينغ 767 تابعة لخطوط امريكان إيرلاينز ،انطلقت من بوسطن متوجهة إلى لوس أنجلوس الساعة 7:59 صباحاً،وعلى متنها 92 راكباً بالإضافة إلى 11 عدد الطاقم .
وقد ضربت الطائرة البرج الشمالي لمركز التجارة ،حيث أحدثت فوهة في الطوابق التي تقع بين الطابق 92 والطابق 99 ،وكانت النتيجة مقتل جميع من كانوا على متنها ،بالإضافة إلى 1462 شخصاً كانوا موجودين في البرج.
بينما كانت الطائرة الثانية وهي من طراز بوينغ 767 تابعة لشركة يونايتد إير لاينزوقد غادرت بوسطن في طريقها إلى لوس أنجلوس الساعة 8:14 صباحاً،كان على متنها 65 شخصاً.
حيث ضربت الطائرة الطابق رقم 81 من البرج الجنوبي لمركز التجارة،وأحدثت فوهة بين الطابقين ال 77 وال81.وتسبب ذلك بموت جميع من كانوا على متنها و600 شخص كانوا في البرج.
بينما كانت الطائرة الثالثة من طراز بوينغ 757 ،وقد انطلقت من مطار دولز باتجاه واشنطن وهي تابعة لخطوط أمريكان إيرلاينز ،وكان على متنها 64 شخصاً.
حيث ضربت الطائرة وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)،ونتج عن ذلك مقتل جميع من كانوا على متنها بالإضافة إلى 125 عسكرياً ومدنياً كانوا في الوزارة أو قريبين منها.
ولم يُكتب النجاح لعمليّة الطائرة الرابعة وهي من طراز بوينغ 757 تابعة لخطوط يونايتد إيرلاينز،انطلقت من نيويورك في طريقها إلى نيوجرسي الساعة 8:42 صباحاً وكان على متنها 44 شخصاً.
وقد تحطمت الطائرة في بنسلفانيا قبل إن تصل إلى البيت الأبيض في واشنطن الذي كان هدفاً لها وقد نجم عن الحادث مقتل جميع من كانوا على متنها.
وقد اعترفت القاعدة بتدبير تلك العمليات وعزت ذلك لغطرسة اسرائيل في فلسطين ولبنان ونظرا لإحتضان أمريكا لإسرائيل وعدوانها المتكرِّرعلى فلسطين والعرب وتزويدها بالسلاح والمال.
وبعد ذلك اعلنت أمريكا ما أسمته الحرب على الإرهاب ولم تحدد ما هو الإرهاب وكيف تكون أشكاله وهل تُصنّف المجازر الإسرائيليّة ضمن عمليات الإرهاب ويجب مكافحتها ومحاربتها وقد تبرّع شيوخنا لتوضيح الفرق بين الجهاد والإرهاب كما يلي :
أ - أما الإرهاب فهو يقوم علي العنف لتغيير موازين العدل وإشاعة الرعب لقبول الظلم والرضا به .
ب- الجهاد شرع لدفع الفتنه التي تمنع الناس من سماع صوت الحق وتشوه الحقائق لتصد الناس عن سبيل الله فإن القتال إنما هو في سبيل الله لا في سبيل اكتساب الأمجاد ولا استعلاء في الأرض بغير الحق ولا في سبيل مغنم ولا في سبيل سيادة جنس على جنس .
ج- الجهاد شرِّع للقضاء علي سلطة العناصر الفاسدة في ذاتها والمفسدة لغيرها حيث تحمل السلاح في وجه الحق وفي طريق العدل وتخرج الناس من أوطانهم وتسلب منهم ممتلكاتهم ظلماً وعدواناً ولذلك فإنه لا يجوز في الجهاد قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والعباد والذين لم يشاركوا في المعركة وأن النبي كان يوصي القادة بذلك إذا أرسلهم في سرية يغزون بها ويجاهدون في سبيل الله وهذا بخلاف الإرهاب القائم علي سياسة القتل العشوائية لنشر الرعب وإفساد الأمن فيقتل الأبرياء وتدمر المرافق العامة .
د- الجهاد الإسلامي يحترم العهود والمواثيق ويحرم الغدر والخيانة أما الإرهاب فلا يحترم المواثيق ولا يعترف بالعهود بل من عناصره الرئيسة الغدر والمفاجأة .
والإسلام بريء من الإرهاب بل يراه مرضاً عارضاً خبيثاً تُبتلى به الأمة في أخلاقها فيفرق كلمتها ويشتت شملها ويفسد أمنها وقد اتخذ الإسلام جميع الوسائل الممكنة للوقاية منه قبل وقوعه ولعلاجه بعد وقوعه .
وهكذا بدأت الإدارة الأمريكيّة بتنفيذ الإملاءات الإسرائيليّة والمخطّطات الموضوعة بدءا من أفغانستان والعراق حيث تمّ التخلُّص من قوّة البلدين وإستبدال قيادتهما بأخرى منضوية تحت القبّعة الأمريكيّة واستغرقت هذه المرحلة عشر سنوات حيث تم التفرُّغ بعدها للمرحلة التالية وهي ما سُمِّي بالربيع العربي واستهدف فيه ما سمّي بالإرهاب الحوتي والسوري والليبي وحزب الله والمقاومة الإسلاميّة وغيرها وكان الهدف تدمير القدرات العسكريّة في سوريا ومصر وتم تأسيس منظّمات وعصابات مسلّحة تعيث فسادا في العالم العربي وتعمل تحت إسم الدين الإسلامي .
مع انّ تفجير البرجين كانا بحاجة لعقول مبدعة في التخطيط وتمويل كبير تعجز عنه دول إلاّ انّه ترك علامات إستفهام وتساؤل لم يتم الإجابة عنها حتّى الآن من حيث الجهة المنفِّذةوالأهداف الحقيقيّة ودور إسرائيل فيه ؟؟؟
وبعد اربعة عشر عاما جاء الإختبار الإلاهي لبعض المسلمين العابدين وهم يتهيأون لتلبية النداء الربّاني بتأدية ركن من اركان الإسلام الخمسة في البيت العتيق حيث نزلت الرسالة بيت التوحيد والإيمان وبسبب رياح عاتية وامطار غزيرة سقطت إحدى الرافعات البرجية بارتفاع ستّون مترا على ارض المسجد الحرام فأودت بحياة أكثر من مائة شهيد وعشرات الجرحى وفرح الشهداء باستشهادهم على اطهر بقعة من الأرض وفي الأشهر الحرم وقبل ايام معدودات من عيد الأضحى المبارك فكانت أعزُّ شهادة وأزكى تضحية وكان سقوط الرافعة السبيل لهؤلاء الشهداء بأن يرتقوا ويرتفعوا للسماء .
وشتّان بين سقوط الرافعة وتهاوي البرجين ففي الأولى سقطت الرافعة لترتفع ارواح الشهداء الى السماء بينما في الثانية سقط البرجين لتتهاوى معهما سمعة امريكا واكاذيب إدارتها حول العدالة وحقوق الإنسان .
احمد محمود سعيد
19 / 9 / 2015