التاريخ : 2015-11-10
هل ثمة "دوافع إرهابية" خلف حادثة الموقر ؟
الراي نيوز
المحلل السياسي - صبَّت كافة المؤشرات والمعلومات الموثوقة الى وجود دوافع نفسية صرفة تقف خلف حادثة إطلاق النار التي أقدم عليها نقيب من مرتبات الامن العام داخل معسكر تدريب في منطقة الموقر جنوبي العاصمة عمان، راح ضحيتها ستة أشخاص، ثلاثة منهم مواطنين أردنيين، أحدهما المنفذ، وإثنان آخران أمريكيان، وسادس افريقي الجنسية، فيما أصيب مواطنان أردنيان وآخران أمريكيان، وخامس لبناني الجنسية.
الحادثة التي طغت على وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، وحظيت بتفاعل مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن عزلها بشكل مطلق عن أية دوافع سياسية أو فكرية متطرفة تقف خلفها، سيما وأن معلومات مؤكدة حول حالة مرتكبها النفسية أولاً، بشهادة زملاء ومقربين منه، وتقديمه طلباً مؤخراً لإنهاء خدماته من الجهاز، لظروفه النفسية التي فيما يبدو، سيطرت عليه أكثر من سيطرته عليها.
المنطق السليم يفترض أنه لو كان لمرتكب الحادثة دوافع سياسية وراء ما أقدم عليه، لوجه سلاحه صوب الأمريكيين فقط، وقام بقتلهم وحدهم، دون أن يوجه سلاحه صوب مواطنين أردنيين مدنيين لا ناقة لهم ولا جمل، ويجهز على إثنين منهم ويصيب إثنان آخران؟!
ومؤكد أن مطلق النار وهو برتبة نقيب عسكري أمني، يجيد تماماً إستخدام سلاحه وتصويبه، ويعرف مؤكداً مسير طلقاته الى أين تؤدي، ولو كان يستهدف الأمريكيين فقط، لأبعاد إرهابية متطرفة مثلاً، لأجهز عليهم وحدهم، وما أصابت نيران سلاحه، أردنيين ولا غيرهم؟!
لو كانت فرضية تصرف مرتكب الحادثة بدوافع متطرفة أو إرهابية، لظهرت علامات التخطيط للعملية بنتائجها، ولم تحصد رصاصات البندقية كل من وقف أمامها بشكل مؤكد.
ومؤكد أيضاً، أن هذه الحادثة المأساوية، شكلت صدمة للمجتمع الأردني الآمن الذي لم يعهد حوادث مماثلة، سيما وأن مواطنون أردنيون وعرب راحوا ضحيتها، أكثر من عدد الضحايا الامريكيين، ما ينفي المنطق تماماً، توجها سياسياً، أو خلفية متطرفة، لمرتكبها الذي لم يميز سلاحه أبناء وطنه من الآخرين، ويؤكد المعلومات التي أفادت بحالته النفسية التي أوصلت أصابعه للضغط على الزناد، وقتل من كانوا أمامه بصرف النظر عن هويتهم أو جنسيتهم.
ومن يعرفون رجل الأمن الأردني، كما جنود جيشنا العربي، يعرفون عقيدته الأمنية والعسكرية التي لا يمكن لها أن تحيد لحظة خارج سرب الوطن، ولا يمكن بحال من الأحوال أن تتخذ موقفاً مغايراً لصالح الوطن، وأمنه وإستقراره، وعلى حساب شعبه.
بكل الاحول، فإن المأساة التي حدثت، خسارتها أردنية للأردنيين، كما هي أمريكية للأمريكيين، وغريبة على مجتمعنا الذي ما أوى إليه إنسان قط، إلا وكان الأمن والأمان بحله وترحاله. وعزاؤنا في مواطنينا الذين إستشهدوا اليوم كبيراً، فالسلاح الذي أطلق النار عليهم، أردنياً، تكاد تعتذر رصاصاته التي أنهت حياتهم، منهم، وأنَّ من أطلق النار عليهم، أرغمته ظروفه النفسية على فقدان سيطرته على ذاته للحظات، فشاء الله سبحانه ما شاء.