التاريخ : 2015-11-18
من وحي خطاب العرش
الراي نيوز
النائب د . هايل ودعان الدعجة
ما يميز خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة الثالثة لمجلس النواب السابع عشر ، وعلى صعيد التصور السياسي المستقبلي ، تناوله لموضوعات وملفات تكاد تصبح (ممارسة) على ارض الواقع ، وقد تحولت من مجرد أفكار الى وقائع ومشاريع وطنية ، يعول عليها كثيرا بالانتقال بالحالة الأردنية الى مرحلة متقدمة سياسيا وديمقراطيا ، كأفراز للمشروع الإصلاحي الوطني ، الذي انطوى على أفكار وتصورات مستقبلية استندت الى خارطة طريق اصلاحية روعي بها التدرج والتوافق والثبات ، بحيث تأخذ الوقت الكافي لتصبح واقعا معاشا في حياتنا السياسية .
وقد امكن لنا تلمس نتائجها الايجابية بمجرد ان دارت عجلة الإصلاح ، ممثلة بالتعديلات الدستورية التي لامست مفاصل جوهرية في تركيبة النظام السياسي الأردني . في إشارة الى توفر ارادة سياسية عليا لتحقيق التنمية السياسية والإصلاح الشامل .
من هنا فقد جاء هذا الخطاب السامي على وقع انجاز حزمة من التشريعات والقوانين الإصلاحية التي شكلت بنى سياسية تحتية لاقامة المشروع الوطني الإصلاحي والديمقراطي ، كترجمة عملية لمعنى المشاركة الشعبية في عملية صنع القرار وإدارة شؤون الدولة . مع مراعاة الفصل بين المسار الخدمي والتنموي ( قانوني البلديات واللامركزية ) والمسار السياسي ( قانوني الأحزاب والانتخاب ) ، بحيث يتضمن المسار الأول توسيع صلاحيات الادارة المحلية في المحافظات ، واشراك المواطن في تحديد الأولويات والاحتياجات التي يريدها ، وبما يضمن توزيع مكتسبات التنمية بين المجتمعات المحلية بعدالة .
اما المسار السياسي ، فيعول عليه في توفير حياة حزبية ناضجة تستند الى برامج وطنية تلامس قضايا المواطن ومطالبه وهمومه من خلال قانون الأحزاب الجديد ، الى جانب توفير اجواء سياسية كفيلة بالارتقاء بالاداء النيابي الى مستوى متقدم من خلال إقرار قانون انتخاب اكثر تمثيلا ومشاركة ، وبصورة تحرص على تعزيز العمل الكتلوي المؤسسي وبما يقود الى تشكيل الحكومات البرلمانية التي تمثل هدف المشروع الإصلاحي .
وعلى صعيد التصور الاقتصادي المستقبلي ، فقد جاء هذا الخطاب ايضا على وقع إقرار الخطة العشرية للاقتصاد الوطني لتحقيق التنمية الشاملة ، وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين ، والذي يأتي في مقدمة الأولويات على الاجندة الملكية ، وفي صميم المشاريع الاقتصادية الوطنية التي تحرص الدولة على تنفيذها .
ولا يفوتنا ان ننوه الى الأجواء الحماسية التي حفلت بها قاعة البرلمان على وقع عبارات الترحيب والثناء والاشادة الملكية بنشامى القوات المسلحة / الجيش العربي والأجهزة الأمنية على جهودهم المخلصة وتضحياتهم الكبيرة في سبيل حماية امن الوطن والمواطن والذود عن المكتسبات الوطنية ، ما يعكس الثقة الكبيرة والمكانة الرفيعة التي يحظى بها هؤلاء النشامى لدى جلالة الملك المفدى .