التاريخ : 2015-12-15

الراي نيوز - احمد حسن الزعبي

هل سمعتم عمّن خسر معركته قبل أن يخوضها؟!.. ببساطة انه المرشح الجمهوري الأمريكي المطشّش ..»دونالد ترامب»..فمنذ ان طالب بمنع دخول المسلمين الولايات المتحدة على خلفية هجوم كاليفورنيا قبل أسابيع وهو يتلقى الصفعة تلو الصفعة من داخل أمريكا وخارجها معتبرين ان ما أدلى به قمة العنصرية – وهو فعلاً كذلك- وان التفكير الذي يحمله هذا «الرأس» لا يؤتمن على قيادة «تنك نضح» وليس قيادة دولة قائمة على التعددية مثل أمريكا...

في دبي قررت اكبر شركات التجزئة هناك الامتناع عن بيع المنتجات التي تحمل علامة «دونالد ترامب» في كل متاجرها المنتشرة في الإمارة كردّ أنيق وفعّال على دعوة ضيق الأفق القادم بثروته الى كرسي البيت الأبيض...أما في بريطانيا الحليف والشقيق للولايات المتحدة ، فقد وقع أكثر من 150 ألف بريطاني على عريضة تطالب بمنع دخول المذكور أعلاه إلى الأراضي البريطانية بسبب تصريحاته المسيئة للمسلمين..وبموجب القانون البريطاني يجب على البرلمان مناقشة أي عريضة تحمل أكثر من ألف توقيع..بينما حصلت هذه العريضة على أكثر من مئة وخمسين ألف توقيع خلال 24 ساعة مما يحتم مناقشتها خلال الأسابيع القادمة ، هذا وقد حدث غير مرة - وفق القانون البريطاني- ان تم منع أكثر من شخصية من دخول أراضي المملكة المتحدة بسبب خطاب الكراهية الذي تحمله ..

ما أجمل دول القانون التي تحتفي وتحتمي به كخيار مقدّس ..ما أجمل ان ينتصر لك الآخر نيابة عنك بسيف القانون الذي يسري على الجميع بنفس الحزم والدقة ودرجات التنفيذ...حتى لو كان مرشحاً محتملاً للرئاسة الأمريكية ، حتى لو كان حليفاً ممكناً وشريكا منتظراً...

ما أجمل دول القانون...وما أجمل عقابها الفعال...حيث لم يحرق له متجر ، ولم يكسر له واجهة زجاج..ولم «يخرطش» على وجهه بأقلام الفولوماستر...ولم تُشتم محارمه بكل المقاسات ومن «الزنار وتحت»...ولم ينبشوا على «ثالولة» جدّه، ولم يوزّعوا حياته الشخصية مثل «الحلوان» على المنتقدين...هم فقط ينفّذون القانون...المجال الوحيد الذي يؤخذ فيه الحق لصاحبه بالنصّ والمادة والفقرة ..وليس «ببوسة اللحية» وبـ»الواسطة» وبالرنة الأولى...ما اجمل دول القانون التي تفصل رأس المال عن جسد السياسة في اختيار الأشخاص، وتلحمهما معاً في المصير الوطني...وعندها سنكون في ألف ألف خير....

ختاماً ، لم أكن اعرف ان «قلة الفهم» ممكن ان تكون عالمية أيضا...»دونالد ترامب» يكفيك «قلة فهمك»!!.