التاريخ : 2016-02-03
وصفي و قمح الاردن
الراي نيوز
معتز خلف ابورمان
خلال لقاء الرئيس وصفي مع السفير الأمريكي بعمان أوائل عقد الستينات من القرن الماضي قال السفير موجهاً كلامه إلى وصفي:إن الشعب الأردني شعب كسول... فسأله وصفي: كيف؟ أجاب السفير:أستطيع أن أجوعه بكتاب أوعز فيه بوقف المساعدات الأمريكية من القمح للأردن.
استفز هذا الطرح المرحوم وصفي التل فرد على السفير: افعل ما تراه، إن الشعب الأردني لن يجوع بإذن الله ابداً. ثم ذهب وصفي إلى الملك حسين - طيب الله ثراه – وروى له قصته مع السفير.. وأردف قائلاً: إني سأعلمه درساً عن حقيقة الشعب الأردني.
اتصل وصفي بالمسؤولين السوريين وطلب منهم قمحاً لزراعته في الأردن..فاستجابوا لطلبه..ثم بدأ بجولة على أنحاء البلاد بدأها بمحافظة معان.. ويروي لي المرحوم 'زرقان أبو حيانة' – وهو أحد وجهاء معان- ان وصفي زار المدينة والتقى بوجهائها قائلاً لهم: 'أين كوايركم' (الكوارة كانت تستخدم لخزن القمح والحبوب كافة) أريد أن أراها.. فزار عدة بيوت ليجد ان الكواير كانت فارغة تماماً.. خاطبهم وصفي قائلاً: لا أريدها بعد الموسم القادم أن تكون فارغة… استخدم وصفي شحنات القمح السوري بواسطة قطارات بلغ عددها 14 قطاراً ووزعت على المزارعين في شتى أنحاء البلاد.. فزرعوا الأرض التي لم تغزها القلاع الاسمنتية بعد… يتابع زرقان أبو حيانة القول: لقد أنعم الله علينا في ذلك العام قمحاً وفيراً وكانت سنة خير وبركة وكما يقولون 'غلال' فصدرنا القمح من إنتاج محافظة معان فقط إلى السعودية وغيرها كما أنتجت مختلف المحافظات قمحاً وفيراً… وذلك أثبت وصفي للسفير الأمريكي الشعب الأردني شعب حي منتج إن وجد التوجيه والتخطيط السليم البعيد عن الفساد والإفساد والتغول على مقدرات الشعب.