التاريخ : 2016-02-09
هل الأردن في حالة حرب !!
الراي نيوز
بقلم : شحاده أبوبقر
الإجابة عن السؤال أعلاه هي بالضرورة نعم نحن عمليا في حالة حرب , وتحديدا منذ تفجر الثورة السورية وظهور تنظيم داعش الإرهابي الذي أفسد تلك الثورة , وهيأ الظروف والمبررات المعلنة للتدخلات الإقليمية بحجة محاربة ذلك التنظيم , وبالذات إيران وروسيا اللتان لولا تدخلهما لحسمت الازمة السورية منذ وقت طويل , ولما كان هناك الكثير من الدماء والتشرد والدمار.
عندما يكون جيشنا الباسل ساهرا ومعه قوانا الأمنية الباسلة على الحدود لصد أي إعتداء ومنع أي تسلل وإستقبال مئات الآلاف من المشردين ومواجهة المهربين وعلى مدار الساعه , فنحن إذن في حالة حرب بكل المقاييس , وهي حالة حرب لسنا نحن الذين نقرر متى وكيف ستنتهي , فأمرها بأيدي المتحاربين على الارض السورية أولا , ثم بأيدي الفاعلين والقوى الكبرى في هذا العالم , وبالطبع يرتبط ذلك كله بمصالحهم أنى إلتقت أو تقاطعت .
اليوم يبدو أن المشهد بات يتجه إلى القناعة بحتمية حسم ملف الأزمة السورية بعد أن تبين وبوضوح , أن كلا من روسيا وإيران تحاربان على الارض لإجهاض الثورة والقضاء على المعارضة المعتدلة لمصلحة النظام السوري , أما داعش فليس في قاموسهما محاربتها , لا بل هناك من يرى مصلحته في بقائها .
في ضوء القناعة المستجدة بحتمية الحسم , يبدو أن علينا في الاردن أن ننسجم مع الواقع والظروف التي تقول جميعها , أن الحسم في صالحنا وطنيا نحن الذين ندفع كل يوم أغلى الاثمان لإستمرار الصراع ومن قوتنا وقدراتنا ومتطلبات أمننا الوطني سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا , بينما العالم كله يتفرج علينا ولا ينسى بعضه أن يجود علينا بعبارات ثناء لا اكثر .
لم يعمل أحد من أجل حل سياسي سلمي في سورية كما عمل جلالة الملك وبكل الصدق والإخلاص , ولم يتحمل احد تبعات الازمة كما تحملنا وما زلنا , ومع ذلك فلا يتردد مسؤولون سوريون كثر في إتهامنا وتوجيه اللوم لنا , حتى ونحن نستضيف ونكرم مئات الآلاف من شعبهم الذي شردوه في طول الكوكب وعرضه , , وحتى في عز سعي جلالة الملك لإقناع العالم بضرورة الحل السياسي .
لا يقر عاقل وطني راشد بان يبقى بلدنا ضحية نزوات غيرنا وإلى ما لا نهايه , خاصة وأن الحل ليس بايدينا مثلما لم نكن سببا في تفجر الصراع في سورية أو أي مكان آخر من دنيا العرب , وإذا ما كان هناك توجه جاد للدواء الكي بأيد عربية تحفظ لسورية عروبتها, وتحقن دماء اشقائنا السوريين , وتضع حدا لمعاناته , وتسحب البساط من تحت اقدام من يحاربون اليوم في سورية بذريعة داعش التي يتفقدونها بطلقة من كل الف طلقة يوجهونها لصدر المعارضة المعتدلة وصدور محاصري وأيتام الشعب السوري , فإن ذلك هو الحل الذي كان يجب أن ينفذ منذ وقت طويل لمصلحة الشعب السوري المنكوب, ولمصلحتنا نحن الذين ننكوي بنار نكبته في كل لحظه , ولمصلحة الشرق العربي كله , فلم يعد من دواء يجدي لتلك العلة التي تتفاقم كل يوم سوى الكي , وبأيد عربية قبل الأيدي الاجنبيه . تحية لجلالة الملك قائد الوطن , ولجيش الوطن وقواه الامنية وشعبه الكريم , والله من وراء القصد .