التاريخ : 2016-02-15
العقبة خارج حسابات النائب المسلماني ولجنة السياحة
الراي نيوز
-
بقلم : خالد فخيدة
- انشغل الشارع العقباوي خلال الايام الماضية في تقييم كرنفال العقبة خلال شهر شباط . فالنتائج من وجهة نظر البعض لم تكن في مستوى الطموح لان الاعتقاد ان مفوضية العقبة هي التي دفعت وصممت ونفذت.
اطلاعي على هذا البرنامج ومساهمة الانباط في حمله الى مختلف محافظات المملكة لتشجيع السياحة الداخلية يخولني للقول بان هذا الكرنفال لم يتم انفاق اي دينار عليه اولا وثانيا هو عبارة عن تضافر جهود بين سلطة العقبة الخاصة والقطاع السياحي بكافة مكوناته.
وحتى نكون منصفين فالالاف التي زارت المدينة في الاسبوع الاول من كرنفال يلا على الدفا لم تكن في اغلبها على البرنامج ولكنها استفادت من الخصومات والاسعار التشجيعية التي قدمتها فنادق ومطاعم سياحية وغيرها في هذه الفترة وقدمت الى العقبة بذات وسائل النقل البري والجوي المساهمة في هذا المهرجان.
ورغم ان ما نسبته 20 بالمائة من الزائرين اشتروا كوبونات الكرنفال من مراكز بيعها ولكن الالاف التي زارت العقبة استفادت من الخصومات على اسعار الاقامة في الفنادق دون الامتيازات الاخرى المقدمة للمشاركين في المهرجان.
ونتيجة امتعاض التجار من كساد الحركة في الاسبوع الثاني للمهرجان فان مفوضية العقبة دعمت 20 حافلة كبيرة تقل معلمين وعوائلهم من محافظات الى العقبة من اجل الترفيه والتسوق، وحتى تتوزع مكاسب الكرنفال على الجميع. ومثلما بادرت غرفة تجارة العقبة لتفويج المعلمين منذ الاسبوع الاول للمهرجان لتنشيط العملية التجارية في المدينة، كان المتوقع ان تهم مؤسسات اخرى بمبادرات مشابهة ولكن المفاجأة ان الشركات السياحية الكبرى مثل التي يملكها النائب امجد المسلماني رئيس اللجنة السياحية في البرلمان شدت الكرنفال الى الخلف بسبب عروضها والتي اقول انها مغرية جدا لتفويج الاردنيين الى شرم الشيخ.
وحقيقة ان غياب اللجنة السياحية ورئيسها عن هذا الكرنفال والواجب الوطني الذي يفرض عليهم ان يكونوا الى جانب الاقتصاد الوطني محط سؤال مهم محوره، هل حقيقة ان نواب اللجنة قلبهم على العقبة وحلم الملك بان تكون عاصمة الاردن الاقتصادية.
والمقام في هذا الباب لا علاقة له بالمزاودة ولكن له علاقة بالمبادرات الوطنية التي يفترض ان يقودها نواب الشعب ما دام انها تعود على المواطن بالنفع الاقتصادي وفيها ما يحسن احواله ويجعله يكابد الوضع الاقتصادي الذي فرضته احداث الاقليم السياسية.
والقصة ليست تصيد للنائب المسلماني الذي من حقه ان يعظم من ارباح استثماراته ولكن بحكم موقعه فالواجب عليه ان يكون في ظهر الكرنفال وان تكون شركاته السياحية في خدمة العقبة وان يفوج السياحة الداخلية اليها ليس من جيبه الخاص وانما بالاستفادة من العروض التي قدمها المكون السياحي للمدينة.
نعي ان حتى الاسعار التشجيعية لا تنافس منتج شرم الشيخ السياحي في ضوء الاسعار التي شاهدناها في اعلانات شركات سعادة النائب، ولكن في هذا الظرف المقام ليس مناسبا للحديث عن التحديات التي تواجه القطاع السياحي في البلاد بقدر ما يحتاج الى تحدي هذه التحديات لانجاح هذا الكرنفال.
العقبة في الكرنفال روجت نفسها بكفاءة مكونها السياحي، ولم تجد اي اسناد من اي مؤسسة خارج حدودها لا رسمية ولا قطاع خاص. واجزم ان مجلس النواب لا يتذكر العقبة الا لسؤال نيابي وان اجتماعات لجنته السياحية مع مسؤولي المنطقة الاقتصادية الخاصة لا تتعدى بانها بروتوكولية.