التاريخ : 2016-03-13
رعد الشمال , ماذا يعني !
الراي نيوز
- بقلم : شحاده أبو بقر
حضر جلالة الملك عبدالله الثاني إختتام مناورات ' رعد الشمال ' بالزي العسكري , ولهذا بالطبع معنى ومغزى , ورعد الشمال في رؤية كل عربي متفائل بنهوض هذه الأمة بعد طول سبات , يندرج في إطار ' وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ' ,وإذا ما كانت الأمة قد هانت كثيرا على أعدائها والطامعين فيها ردحا من الزمان , فإن ذلك لا يبرر إستمرار الإستخفاف من لدن بعض العرب بكل مبادرة نهوض في حياتها , ومواصلة التأويل والتشكيك في منطلقات هكذا مبادرات ! .
ندرك ونقر بأن الإنسان العربي قد أوصله إستمرار وإستفحال الإحتلال الإسرائيلي وخراب العراق وسورية وأسر لبنان إلى حافة اليأس , وإلى إنحسار الثقة بالنظام الرسمي العربي إلى الحدود الدنيا , لكننا نرى في المقابل , أن هناك صحوة متصاعدة لدى بعض دوائر هذا النظام , وإصرارا على حتمية نبذ الضعف ومواجهة التحدي الذي بلغ مداه الأبعد , طمعا في هذه الأمة وإنتهازا لظروفها وتخطيطا وتنفيذا للهيمنة على وجودها ومقدراتها .
تلك صحوة قادتها المملكة العربية السعودية في اليمن , وإنحازت المملكة الاردنية الهاشمية إليها فورا , وهي صحوة لا بد وأن تتجاوز اليمن إلى سائر قضايا العرب , خاصة إذا ما وجدت التفاعل الشعبي والمؤسساتي العربي معها , فقد إنكسرت شوكة وكلاء الأجنبي في اليمن , وستنكسر في سورية والعراق لتمتد إلى فلسطين بإذن الله لاحقا , وما رعد الشمال إلا إستعراض للقوة العربية الكبرى التي لن تتردد في رد الأذى عن كل أرض العرب , ومعها قوى إسلامية مساندة لاطموح لها في بلادنا , سوى الدفاع عن مكة والمدينة والقدس ضد المحتل والطامع .
نعم , رعد الشمال عرض للقوة بمنهجية التصميم على رد العدوان أيا كان مصدره , وهي أول مبادرة فاعلة عربيا بهذا الحجم , وهي لهذا جديرة بالثناء والأمل والتفاؤل بديلا للتشاؤم الذي صار نهجا شعبيا عربيا لسوء الحظ .
العرب قادة خير أمة أخرجت للناس , وهم موجودون وفاعلون وقادرون ليس على التصدي للمعتدي وحسب , وإنما حتى ملاحقته في عقر داره متى أرادوا , وعرض القوة وحتى التباهي بها في هذا الزمان الملتبس , بات مطلوبا وبقوة , كي يدرك كل من إستهان بالعرب أن خطأه فادح وأن الحق العربي لم ولن يضيع مهما طال الزمن , وأن عرب اليوم غير عرب الأمس القريب , وأن أرضهم عصية على كل طامع طامح ومحتل .
رعد الشمال وقبله عاصفة الحزم وعاصفة الأمل , مبادرات جريئة شجاعة جعلت كثيرين يعيدون حساباتهم , وآخرين يتدارسون هذا النفس العربي الجديد الذي يتجاوز الشكوى لمجلس أمن أسير لأعضائه الدائمين , إلى ممارسة الفعل العسكري المباشر في وجه الشر والعدوان , والمطلوب عربيا هو الكف عن التشكيك وإنعدام الثقة والذهاب إلى التفاؤل بالآتي بعون الله , وبارك الله في كل من بادر وساند هذه الصحوة العربية الجريئة التي قالت لمن خططوا وشرعوا في التنفيذ , نحن هنا لكم بالمرصاد , وستموت الأفعى وسمها في بطنها بإذن الله. , وهو سبحانه وتعالى من وراء القصد .