التاريخ : 2016-03-22
كم أنت كبير أيها الأردني
الراي نيوز- عبدالهادي راجي المجالي
مجموعة من الأردنيين , سجنهم الأمن السوداني لأنهم تورطوا بتسريب أسئلة التوجيهي ...حسنا , هل هذا الأمر يستحق الحزن أم التأمل ؟...أظن أنه يستحق التأمل قليلا فقد نجحنا في تصدير التجربة الأردنية ...
لم يقف الأمر عند هذا الحد , فقد حدثت قبل فترة مشاجرات في البرلمان التونسي على غرار ما حدث تماما في البرلمان الأردني , وهذا يؤكد أننا نجحنا في تصدير التجربة البرلمانية الأردنية أيضا .
(إقعدي يا هند) ...كانت أيضا تجربة مهمة , في الأداء البرلماني , فحين نصل لمرحلة تقوم فيها محطة مثل (السي أن أن) بعرض نهفات الأردنيين , وتداولهم للفيديو الذي كان فيه النائب السعود , يصرخ بأعلى صوته :- أقعدي يا هند ..هذا يؤكد أننا أيضا نجحنا في تصدير الصراعات الأيدولوجية , التي حدثت في المسيرة الديمقراطية .
المنسف أيضا صدرناه , فأنت حين تدعى من صديق أردني يسكن في قلب نيويورك إلى منزله وعن بعد نصف كيلو تشم رائحة الجميد , وتكتشف أن جميع جيرانه قد شموا الرائحة , ويؤكد لك أنه قام بطبخه على الحطب ...تشعر بالفخر , فالجميد الأردني يهدر في سماء أمريكا ويتحدى كل القوانين ...حتى المنسف صدرناه .
وأنت حين تمشي في قلب لندن , ويغافلك صوت قادم من الجهة الأخرى لأغنية تعرفها , وتركز قليلا وتكتشف أنها لعمر العبداللات :- (على طريق السلط ياما ماشينا) ...ثم تقف , وسط المارة , وتلتقط السيارة التي أشعل صاحبها تلك الأغنية ومن ملامحهم تدرك أنهم أردنيون , وتحاول عبثا أن تناديهم ..ولكنهم يمضون , وتنظر لزجاج السيارة الخلفي وتكتشف أنه مكتوب عليه بالعربية :- (والسلط يا ديرتي) .... تشعر بالفخر , حتى الغناء الأردني صدرناه .
وحين تصعد إلى طائرة الخطوط الإماراتية , القادمة من ماليزيا ..وتكون متعبا وجميع , الركاب من اسيا , وتحاول النوم ...ثم تسمع صوتا خلفك , صوت قريب من لهجتك , رجل يخاطب اخر متحدثا عن المضيفة :- (قاسم ...قاسم لد ع المضيفة مو بتشبه خالتي حليمه ) ..وتغرق في الضحك , وترتاح في داخلك فقد صدرنا اللهجة الأردنية إلى سماء اسيا أيضا ...
كم أنت كبير أيها الأردني ...