التاريخ : 2016-03-27
السنيد يكتب: يا أسفي عليك يا دولة الرئيس
الراي نيوز- كتب علي السنيد
يا اسفي عليك يا دولة الرئيس، وقد وصلت الى نهاية مدة حكمك بهذه الصورة الفادحة، والى درجة ان ذاتاً نيابية محترمة باتت تستجدي علاجها في عهدك ، وتقف على باب مكتبك المغلق ولا يسمح لها بالدخول، وبدلا من ان تزورها في بيتها لتطمئن على اوضاعها الصحية راحت ترسل مناشدتها على الهواء كي تأخذ حقها في العلاج من دولتها ، و لتفضح طريقتك غير المسبوقة في الانتقام السياسي، فحتى اصابة نائب بمرض السرطان لم ينسيك ان هذا النائب حجب الثقة عنك، واسمعك صوت الشارع...
وقد كنت تقول للناس كلاماً نيابياً"حامياً" وانت نائب، وكنت تحارب باسم الشعب، وتتنطح للقضايا العامة بقوة، وتأثر بما قلت الناس، وعدوك بطلاً لهم، وصنعتك المخيلة الشعبية من رموز البرلمان انذاك.
واليوم صرت صاحب سلطة، وتستعلي بها، وتنكبت الطريق، ومثلما كان ماضيك في وقته حقاً، فاليوم حاضرك، وهو يناقض ماضيك تقسم انه حق أيضاً ، وانت تتناقض جهارا مع كل ما كنت تقوله للناس، ومع ما كنت تصرخ به على الملأ.
فكيف هو حال من صدق مواقفك النيابية في السابق، وقد كفرت بما صدقوك من اجله ، وها انت تنتقل للسلطة مدفوعا برغبة الانتقام من الناس الذين احبوك، وانقلبت يا سيدي على ماضيك، وأخذت تلاحق الناس على لقمة عيشهم، واشعت الفقر في الاردن، وقاتلت احلام الفقراء، وصرت مدعي تحلف الايمان بصدق توجهاتك المستقبلية، وماضيك القريب يكشف حاضرك، والمدى الشاسع لانقلابك على نفسك، ومبادئك التي خادعت بها البسطاء. وتريد أن تقود مسيرة التراجع لأنك تهوى المقدمة حتى إلى الوراء.
أنت مأساتك انك لا تستطيع أن تعيش سوى في بطولة الأحداث، ، وكنت خدعت نفسك بأنك رقم صعب مهم، من نادي الكبار، يشار لك بالبنان، أول من يتحدث، ويقول أهم الكلام. ترى الناس لا ينظرون سوى للمكان الذي أنت فيه، والكرسي لا يليق إلا بك وحدك، والمقدمة لا تتسع إلا لك . أقنعت نفسك بأنك أطول قامة في هذه الدنيا، وأنك أكبر رجل في التاريخ، وأنت محاط بالحساد، أنت مليء، وغيرك فارغ.
اطمئن فلن يسبقك أحد، فهؤلاء يعادون فيك الإبداع، انظر انجازاتك في كل مكان، وقد حطمت الجميع. أنت عظيم لذا لا تسمع سوى لصوت نفسك، اسمع صوتك يقول لك، لقد غيرت النظريات، وصرت مضرب مثل في الجباية. انظر الكل يشير لك، وربما يدعو عليك، فلقد تركت الناس بين ناقم، وشاكي الى الله طالبا للفرج، والخلاص القريب.
اسمع صوت مصالحك، وهو يتسيد حياتك، فلقد أحببت نفسك كثيراً حتى خسرتها، ، وتظن أنك خدعت الناس عندما أصبحت سنوات عمرك الماضية تكشفها بضع سنوات اخيرة لك في الحكم.
قد خسرت وأنت على قارعة العمر، فأهم معركة يربحها الإنسان هي معركة نفسه، وبقيت صورة مشوهه لقصة خداع سياسي.
ها أنت تمضي متنقلاً من خسارة شعبية الى اخرى، فما أسرع ما أحرقتك الأضواء، فماذا كسبت عندما خسرت نفسك، فقد كنت أولاً في ذهنك فقط، كانت الناس تهتف لحضورك في مخيلتك، فالزعيم الشعبي يعيش بقيمه، وما يمكن ان يقدمه من خير للناس.
أنت تهافت.. تسابق عمرك في الدنيا، وتريد أن تأخذ شيئاً من السلطة قبل فوات العمر، وقد وصلت إلى النهاية مشوهاً، وقد كسرت صورتك في المرآة.