التاريخ : 2016-04-10
اربيحات يكتب…على ذرى السلط
الراي نيوز
كتب : صبري ربيحات
بدعوة كريمة من رابطة الكتاب الاردنيين – فرع السلط وبالتنسيق مع مديرية ثقافة البلقاء جرى مساء اليوم حوار موسع حول اولويات العمل الثقافي شارك فيه العشرات من الادباء والاكاديميين واعضاء الهيئات الثقافية والشخصيات المعنية بالهم الثقافي في المحافظة التي اهدت الاردن عاصمته قبل ما يزيد على تسعة عقود.
في بداية اللقاء الذي قدم له كل من الاستاذ محمود العطيات رئيس الرابطة في السلط والاستاذ جلال ابو طالب مدير الثقافة جرى الحديث عن الثقافة ومكوناتها الفكرية والفنية والتراثية ووظيفتها في بناء الانسان وتحويله من كائن فرد الى انسان يتمتع بالصفات والخصائص الثقافية لامته ومجتمعه قادرا على التفاعل ومشتركا مع بقية افراد مجتمعه في طرق التفكير والشعور والسلوك. بعدها جرى استعراض الواقع الثقافي للامة وللمجتمع وبيان التحديات البنيوية للثقافة العربية وتأثير ذلك على نوعية الحياة للافراد والجماعات وصورة ومكانة الامة بين الامم والثقافات الانسانية الاخرى.
وتمثلت التحديات التي جرى تناولها في
= اختلال مفهوم الهوية .
=وتدهور منظومة القيم.
= وشيوع اوضاع لامعيارية تختلط فيهاى الاحكام والقيم.
=وتدني مستوى الانجاز.
= وتراجع مستوى التقدير الاممي للانسان العربي.
=وظهور التطرف والعنف والتكفير.
= تراجع القدرة على المنافسة والتأثير.
اضافة الى تردي مستوى التعليم وشيوع الغش والموقف اللامبالي من الفساد وعيش الناس لانماط سلوكية يلتزمون بها ظاهريا وينتقدونها في السر والعلن.
في الاردن لا تحظى الثقافة باهتمام كاف من السلطتين التشريعية ولا القضائية فنسبة الانفاق لا تتجاوز نصف دينار لكل الف دينار تنفقها الدولة وهناك تراجع دائم في البرامج والاهتمام والمخصصات..
اولويات العمل الثقافي لا تتوقف عند اطلاق كتاب هنا وحفلة فلكلورية هناك بل ينبغي ان تتسع لتشمل احداث ثورة في المفاهيم والقيم والمعتقدات واساليب التعاطي مع الشأن العام ومغادرة مربع اللامبالاة والتذمر وصولا الى وعيفكري وتشخيص للواقع ومعالجة للمشكلات وتوسيع للرؤيا وتبديد كل مظاهر الزيف التي تهيمن على عقلنا الجمعي والتدريب على مشروعية السؤال والاعتراض على كل مظاهر التعدي ونبذ اوجه التبعية والاذلال وامتهان كرامة الانسان.
الثقافة مدخلنا لتعزيز مستوى الانتاجية وتحسين خيارات التمثيل والايمان الاعمى برشاد وحكمة من يتولون الشأن العام..
المحاضرة التي اثارت العديد من الاسئلة واطلقت حوارا معمقا على مدار ساعتين كشفت عن رغبة القطاع الثقافي في لعب ادوار حقيقية في نهضة وبناء المجتمعات المحلية واستعدادا لاستثمار الدواوين ومقرات الروابط العائلية كفضاءات ثقافية.
واخيرا فإن الشكر موصول لرابطة الكتاب ومديرية الثقافة في المحافظة التي كانت ولا تزال رافدا ثقافيا مهما لمسيرة المجتمع الاردني وعنوانا من عناوين هويته ووجوده.