التاريخ : 2016-04-17

 

الراي نيوز

أحمد عبد الباسط الرجوب 

اسعد الله صباحكم سيداتي سادتي في الوطن الجميل ، وفي هذا المقام كم يسعدني التواصل معكم يا قومي ويا اهل ديرتي في الوطن الاغلى وطن النشامي الكاظمين الغيظ والذين تجاوز صبرهم ايوب عليه السلام فيما آلت اليه لعبة شد الحبل واحتدام رحاها بين من اتى بهم القدر في لحظة سبات وكأنه عقد زواج من طرف واحد رغما عن انف الطرف اخر ، والعصمة بيد الحكومة العتيدة والشهود من مجلس نوابنا الاغر. 

اعتذر عن اطالة المقدمة ولكن مقتضى الحال اوجب ما ذهبت اليه ، وبالتذكير سيداتي سادتي فإن مناكفات الوثائق التي استعرت رحاها بين قطبي الدوار الرابع والعبدلي والتي اصبحت مادة دسمة التقفها الكتاب واصحاب الاقلام المشفرة بالجذب المغناطيسي لاحــد القطبين وفق مصالح شخصية بحتة لم يكن للأردن بها نصيب وعنوانهـا معركة التعيينات ' غير الشرعية ' لأولاد الداية نواب الامة الموظفين المائة والتسعة وحسب ادعاء الحكومة المبني على قرار المجلس العالي لتفسير القوانين، الذي تضمن 'حصر صلاحيات رئيسي الأعيان والنواب في الأمور المالية ، وغلّ يديهما في التعيين'، الأمر الذي دفع رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة للاعتقاد بـ 'وجود شبهة دستورية فيما قامت به الحكومة'، وإعلان عزمه وضع مجلسه بصورة الأمر وتوجيه سؤال للمحكمة الدستورية بشأنه وهنا لا يحتاج المرء الى قميص يوسف لكشف المستور في العلاقة ما بين الحكومة التنفيذية ومجلس النواب التشريعي { اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ } ( 93 سورة يوسف) ، وهذه ليست المعركة الأولى بين النسور والطراونة ، ولا يبدو أنها ستكون الأخيرة ، فقبلها كانت هناك على وجه الخصوص معركة رئاسة الجامعة الأردنية التي ذهب ضحيتها شقيق رئيس مجلس النواب د. اخليف الطراونة برغم تطمينات النسور له بتجديد ولايته للمرة الثانية ، وهنا يتبادر السؤال البرئ هل انتهت فصول المسرحية بعامها الرابع وبدون الاخراج الذي ينتهى الى المغزى الذي يخفيه الشاعر في بطنة - أو ان العدس قد استوى !!

ومن نافلة القول أن نستذكر بأن القشة التي قصمت ظهر البعير في علاقة الرئيسين ذاك التصريح الذي ادلى به الرئيس الطراونة في العام الماضي عندما اقترح بأن مجلس النواب لا يلزم الديوان الملكي بضرورة المشاورات البرلمانية باختيار شخص رئيس الحكومة اي ابقاء ذلك من صلاحيات الملك في تعيين الحكومات وبدون استشارة النواب مما يعني بوضوح ترحيل حكومة النسور في ذاك الوقت ، والذي اجمع عليه الخبراء والعارفين بضرب الودع وقارئي التبصير ، أن الرئيس النسور لم ينسى تصريح الطراونة العدائي والخطير سياسياً حسب قناعات النسور او الجوقة المحيطة بسيادته.

وهنا استذكر واياكم سيداتي سادتي قول الشاعر الكبير ابي فراس الحمداني :

سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدَّ جِدُّهُمْ ” وفي اللَّيْلَة ِ الظَّلْماءِ، يُفْتَقَدُ البَدْرُ "

وهنا ومع كل هذا وذاك نتذكر كلنا جميعا شهيد الوطن الابرز البطل وصفي التل رئيس الحكومة الأردنية الهمام وهو في قمة عطائه و نضجه و رجولته وحسن إدارته لأخطر مرحلة من مراحل إعادة بناء الدولة الأردنية بعد هزيمة حزيران 67 ولا نحتاج لمناسبة او ذكرى للكتابة عن وصفي ، وعذرا لتكرار الاسم ، والتكرار في البلاغة ممقوت ولكنه في حالة (وصفي) مرغوب ، وليت (وصفي) يتكرر في حياتنا السياسية مثلما يتكرر اسمه على السنتنا لكي نتجاوز كل ما هو ماثل بين ظهرانينا من هرطقة بمعنى (لا تتوافق مع الراسخ في العرف) ومواقف تقاس بالشبر لما يقابلها من غنائم بين اطراف اللعبة السياسية في بلادنا.

وصفي عاش ولا زال وسيبقى في قلوب الاردنيين ولا نقول عقولهم ، فالحب ياتي بلا سبب والعشق يكون بلا مبرر، وان كان حب وعشق وصفي يمتلك كل الاسباب والمبررات ، فكيف لاتعشق اردنيا ملك كل شئ وزهد في كل شئ في آن ، كيف لا تعشق اردنيا يستلم اعلى المناصب ويبقى متواضعا ، يملك كل الميزانيات ويظل مديونا ... ووحد اللحمة الوطنية على امتداد رقعة الوطن ، وحارب المتشدقون بالقومية العربية وبقي على قوميته ، مما يجعلنا مؤمنين بان للرجل الخلافي ، الذي يملك من الاحبة غير الموضوعيين مثلما يملك من الاعداء غير الموضوعيين ، رجال محايدين احبوا وصفي ، فقط لانه وصفي لأن الرجال الكبار رجال بسطاء .. هذا هو الأصل ولكنهم مدرسة لمن يريد أن يتعلم فهل حالنا اليوم ممن تولوا زمام امورنا كحال عهد وصفي .. 

خلاصة القول ' وفي اللَّيْلَة ِ الظَّلْماءِ ، يُفْتَقَدُ البَدْرُ '.

حمى الله بلادنا الاردنية من كل مكروه وجنبها شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن ،،،

السلام عليكم ،،،

أحمد عبد الباسط الرجوب