التاريخ : 2016-04-28
الرئيس والجاسوس، والاردن والناموس
الراي نيوز
احمد خليل القرعان
بداية لعنة الله على كل من يقف في غير صف ابن هاشم بقيادته للوطن ، واللعنة الاكبر على كل من يروج لسحب صلاحياته من الدستور.
فيا ابناء الاردن العزيز ، أود القول لكم وتذكيركم بأن الاعداء حين يريدون هدم أمة من الأمم بدون حرب، فإن الأمر يبدو سهلًا وميسرًا بين أياديهم، فما عليهم إلا وضع الهامل والعميل في مواقع التأثير فيها، ومواطن القوة ومكامن المنعة، لتصبح همة الشعب متدنية، وطموحه هزيل، وتمتلئ نفوسهم باليأس والقنوط، ويسهل استسلامهم لعوامل الهزيمة النفسية، وقلما تنجو أمة يفعل بها أعداؤها مثل ذلك.
فعندما استلم شارل ديغول رئاسة الجمهورية الخامسة في فرنسا كانت الشبهات تحوم حول أحد كبار الموظفين في قصر الرئاسة بأنه يعمل لمصلحة دولة كبرى معادية، وقد عجزت كل الأجهزة المختصة عن الوصول إلى دليل مادي واحد يدينه.
وفي النهاية رفع الأمر إلى الرئيس ديغول، فقام باستدعاء الموظف المشتبه به إلى مكتبه. واستثمر ديغول عنصر المفاجأة وهيبة الرئاسة، ففاجأه بسؤاله: "منذ متى وأنت تعمل لصالح الدولة المعادية؟".فأجابه الموظف لفوره: "منذ سنوات يا سيدي الرئيس".ثم دار بينهما حوار سريع:
الرئيس: كيف تتلقى التعليمات؟
الجاسوس: لا أتلقى أي تعليمات.
الرئيس: كيف ترسل تقاريرك؟
الجاسوس: لا أرسل أية تقارير.
الرئيس (مستغرباً): كيف يتصلون بك إذن؟!
الجاسوس: لا يوجد أي اتصال.
الرئيس (مندهشًا): كيف تعمل إذن لصالح الدولة المعادية؟
- الجاسوس: إن مهمتي تنحصر من خلال موقعي بأن أختار دائمًا أقل الموجودين طموحًا، وأدناهم همَّةً، وأسوأهم من حيث الكفاءة والاختصاص لعضوية اللجان الحساسة والمهمة، لتصبح توصيات هذه اللجان تفتقد الطموح والهمَّة العالية.
فمن أجل هذا كله لابد أن نبحث في أبنائنا عن أصحاب الطموح الكبير، والهمم العالية، ونعتني بهم أيما عناية، ففي مثل هؤلاء يكمن الأمل في مستقبل الأمة، ويسطع اليقين في عزتها وكرامتها، وبغيرهم لا أمل، ولا عزة، ولا كرامة للاردن، ودعوني اذكركم بوصفي التل وحابس المجالي كيف تمت الاستعانة بهم في احلك الظروف لانقاذ الوطن.
فاذا كان النمل قد تكلم لانقاذ مملكته فالى متى سنبقى ساكتين وضياع الوطن وتمزيقه يطل برأسه على ايدي ما يسمى جزافاً عياله كبار مسؤوليه.