دانلود جدید ترین فیلمها و سریالهای روز دنیا در سایت 98Movies. اگر در جستجوی یک سایت عالی برای دانلود فیلم هستید به این آدرس مراجعه کنید. این سایت همچنین آرشیو کاملی از فیلمهای دوبله به فارسی دارد. بنابراین برای دانلود فیلم دوبله فارسی بدون سانسور نیز می توانید به این سایت مراجعه کنید. در این سایت امکان پخش آنلاین فیلم و سریال همراه با زیرنویس و فیلمهای دوبله شده به صورت دوزبانه فراهم شده است. بنابراین برای اولین بار در ایران شما می توانید فیلمهای دوبله شده را در تلویزیونهای هوشمند خود به صورت دوزبانه و آنلاین مشاهده نمایید.
التاريخ : 2016-05-14

الاحساس بآلام الآخرين

الراي نيوز

د . عودة أبو درويش

كان العرف السائد في كلّ قرانا ومدننا وبوادينا , أن يشعر الناس جميعهم بمصاب أي فرد من أهل البلدة , إن لا سمح الله فقد أحد سكّانها , قريبا عزيزا , أو أصيب بحادث سير , فلا يقيمون أفراح الزواج حتّى تنقضي المهلة التي يتطلّبها نسيان ذلك , ولو لم يكن الميّت أو المصاب قريبا بالدم , فكلّهم أقرباء في الحزن , ويشعرون بمصابهم ويتألّمون لألمهم , مع ايمانهم بالقضاء والقدر , حتّى أنّه يمتد تأجيل الأعراس أحيانا لشهور , الى أن ينقضي الألم وينسى الناس الحزن , والقصص عن ذلك كثيرة , وهي تعني احترام الناس لبعضهم , وشعورهم المتبادل في التخفيف من مصاب الآخرين , لأنّ في الحياة سرور وحزن , وابتسامة ودمعة , وهم جميعا يعلمون أن كلّ واحد منهم يحتاج الى من يواسيه ان أصابه مكروه , والى من يقف الى جانبه , يخفف من مصابه , ويمسح دمعته .
في هذه الأيام تجد العرس بجانب الميتم , والفرح مجاورا للحزن, ربّما لان الناس قد كثروا , فكثرت معهم أحزانهم وأفراحهم , أو أنّ أحزانهم أصبحت أكثر من أفراحهم , فان وجدوا فرصة للترفيه عن النفس أصابوها , وان هم لم يتمكّنوا من نسيان مآسيهم , تناسوها بقليل من الفرح وكثير من اصطناع الابتسام والضحك , فمشاغل الحياة الكثيرة , والأحداث الجسام التي تمر بنا جعلت احدنا لا ينفكّ يبحث عن سعادة مرجوّة , في أي مكان وبأيّ وسيلة , وأصبح لا يضيّع فرصة في اقتناص الفرح حتّى ولو كان يعلم أن ذلك يحزن الآخرين .
ولكن , إن كان ما يجري في كلّ الدول العربية المنكوبة والمبتلاة بالقتل اليومي وبالتشريد لأهلها وبالتصفية لعلمائها , والإبعاد ألقصري لكل الناس الرافضين للاقتتال بين الإخوة , إن كانت هذه المصائب لا تمنعنا من التقليل من المبالغة بالفرح , فهل لا يمنعنا حادث اليم يقع مع شبّان في مقتبل العمر فيودي بحياتهم , من أن نخفف قليلا من مبالغتنا بالفرح , بالسهرات الليلية وإطلاق العيارات النارية المؤذية للجميع , فلا أحد , مثلا , يطلب تأجيل العرس , ولكن لنشعر مع بعضنا كما كان يشعر آباءنا وأجدادنا مع بعضهم , ونقيم أعراسنا ولكن من دون مبالغة نجرح فيها الفاقدين لأحبابهم , فنعلّمهم أن الإحساس بآلام الآخرين قد قتله فينا حبّنا لإيهام أنفسنا بالفرح الزائف , فلا يشعرون معنا بمصائبنا إن هي أصابتنا .
انّ الشعور بألم من فقد عزيزا من الامور العظيمة , وهومن التراحم بين المؤمنين , ومما يؤلم نفس المفجوعين , أن لا يشعر الآخرين بآلامهم , ويتجاهلونها بإقامة حفلات كان من الممكن أن لا يقيموها , اكراما لفاقدي أحبابهم , واحساسا معهم بآلامهم . لكي تبقى المشاعر الانسانيّة بينهم , يفرحون لفرح الآخرين مثلما يتألمون لحزنهم .
عدد المشاهدات : ( 2367 )
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'الرأي نيوز' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .