التاريخ : 2016-05-14
"دومينو" فشل الإسلاميين بالانتخابات
الراي نيوز
سامي المعايطة
تشكل سلسلة الخسارات المتتالية للاسلاميين بانتخابات النقابات المهنية ظاهرة تستحق الدراسة والتوقف من اﻹسلاميين قبل غيرهم.. وبالضرورة وقفة تقييم حول تعاطيهم مع المجتمع ككل والنخب النقابية في شتى المجالات من معلمين وأسنان وصيادلة ومحامين واتحادات طلبة وغيرها على الطريق وصولا الى المجالس البلدية والنيابية من تشكل حالة رفض نخبوي وشعبي لمرحلة من سيطرة الاسلام السياسي وإستثمار هذه اﻷدوات المهنية والخدمية لتجييرها لمصلحة تيار سياسي يعاني من انقسام أفقي وعمودي ومظاهر الفساد التي طفت على السطح خلال تغولهم على النقابات المهنية والاتحادات الطلابية وممارسة التفرد واﻹقصاء للآخرين في إدارة شؤونهم النقابية والخدمية لصالح أجندات سياسية لتيار متشدد مرتبط بأجندات خارجية وسياسية ومحاولة لي ذراع الدولة والمجتمع في استغلال هذه المؤسسات في خلق الفتن ااجتماعية والسياسية وااقتصادية لمصالح حزبية ضيقة ولو على حساب المجتمع والمنتسبين لهذه المؤسسات وأموالهم في خدمة أجندات حزبية ضيقة لصالح تيار التشدد واﻷستقواء على التيارات اﻷخرى والدولة والمجتمع في سبيل تحقيق مصالح أبعد ما تكون عن أهداف هذه المؤسسات التي خلقت لخدمة منتسبيها والمجتمع والدولة المدنية والسياسية ولنا في إضرابات المعلمين في امتحانات الثانوية العامة خير مثال واستغلال قضايا طلابية خدمية وعادلة يمكن حلها بالحوار والتفاهم واللجوء الى خيارات التأزيم والتوتر الاجتماعي والسياسي بعناوين مهنية وهي أبعد ما تكون عن المهنية وممارسة التفاوض وتحصيل المكتسبات الحزبية لصالح أجندات حزبية وتنظيمية خاصة دون علم الهيئة العامة واستغلال السلبية عند القطاع العريض لتمرير موازنات مشكوك بنزاهتها من خلال إستغلال القوى التنظيمية لتسخين اﻷجواء والتحدث باسم قطاعات عريضة وعقد الصفقات تحت الطاولة وممارسة التعيينات ﻷبناء التنظيم وإقصاء كل من يحمل فكرا أو رأيا مخالفا لهم وممارسة التنفيعات لقيادات حزبية من تيارهم على حساب الكفاءة والخبرة والمهنية واعتماد معايير اانتماء الحزبي الضيق في حرف مسار هذه النقابات عن دورها المهني والخدمي لصالح منافع حزبية ضيقة وبعضها يمثل أجندات خارجية واستغلال المخزون المالي الضخم لهذه المؤسسات لدعم برامج وأنشطة حزبية بعيدا عن الهم الوطني في ممارسة العدالة الاجتماعية وخدمة المنتسبين في المحافظات لصالح نشاطات خارجية وداخلية تدخل في سياق خدمة حزب وتيار معين داخل هذا التيار على حساب مصلحة اﻷعضاء الممولين لهذه الصناديق..
ومن هنا جاءت النتائج اﻷخيرة من فقدان الثقة بهذا التيار الإسلامي المتحزب لدى قطاع عريض من الرأي العام وأعضاء هذه المؤسسات التمثيلية ﻷعضائها وتشكل حالة ردة فعل رافضة لكل سلوكيات هذا التنظيم لصالح إعادة هذه النقابات والاتحادات نحو إعادة مهننة هذه المؤسسات والهيئات من الاختطاف الحزبي لصالح استعادة الدور الحقيقي لهذه المؤسسات من ااختطاف الحزبي لتعود الى مسارها المهني والخدمي وإعادتها إلى حضن منتسبيها وقوانينها التي شرعت لتكون هذه النقابات والاتحادات في خدمة منتسبيها والعمل وفق قوانينها المهنية كحالة وعي مجتمعي نقابي بأن هذه النقابات ليست ملكية خاصة لتيار اﻹسلام السياسي المتشدد وهو يماثل حالة اﻹنقسام الذي يعيشه هذا التنظيم من أزمة ثقة داخلية والعناد المستمر في تسخير كل اﻷدوات لصالح اﻹستقواء على المجتمع واﻷعضاء والدولة وعدم ممارسة اﻹنتصارات الواهمة من شعبية وقبول شعبي لحالة تمرد إيجابي من المجتمع والنخب ﻹستعادة مؤسساتهم من خلال صناديق اﻹقتراع التي لا يمكن أن يشككوا بنتائجها ﻹشرافهم المباشر على هذه اﻹنتخابات وسقطت ورقة التوت اﻷخيرة بأنهم يسسطرون على الشارع والصناديق اﻹنتخابية لصالحهم وهي دعوة لهذا الجناح بإعادة النظر في تقييم الشارع والنخب لتجربتهم وإعادة التصالح مع ذواتهم بصراحة بأنهم ما عادوا ورقة الجوكر اﻹنتخابية وأنهم بمشاركتهم يعطون الشرعية ﻷي إنتخابات ورفع نسب المشاركة والعودة الى فصل الدعوة عن العمل السياسي والنقابي والطلابي وأنه يشكل درس قاسي لهم بالعودة لﻹحتكام للقوانين ودولة المؤسسات وأن صبر الدولة على بعض سلوكياتهم ليس من ضعف وإنما نابع من حكمة وصبر الحليم وقد جاءت الضربة القاصمة لهم من المواطن المعلم والنقابي والطلابي والعشائر وقوى المجتمع المدني والشارع دون أي تدخل حكومي سلبي ولكن ممارساتهم وسلوكياتهم أوصلتهم الى هذه الحالة من العزلة المجتمعية وتفتت قواهم التنظيمية نتيجة تصارع على مصالح ومقاعد ومكتسبات وأن اﻷوان للقوى المجتمعية والمدنية لتقدم نفسها كنا حصل في النقابات والمؤسسات الطلابية لتشكل باروميتر بأن الميدان مفتوح للجميع وأن الكفأة والمهنية هي المعيار اﻷول واﻷخير وهو درس للجميع بأن المجتمع أصبح يمتلك الوعي السياسي والثقافي والفكري والمهني ليعيد اﻷمور إلى نصابها وهودرس قاسي لهذا التيار وخصوصا بأنه يسبق إنتخابات نيابية على اﻷبواب والابتعاد عن خلق المبررات والشماعات ﻷنها ما عادت مقنعة ﻷحد فهل يتعظون ويعودون ابى رشدهم بأنهم ليس أمامهم إلا اﻹحتكام للقانون واﻷنظمة وأنهم ليسوا دولة داخل دولة فهل يتعظون ويقيمون هذه الدروس القاسية وهذا ما ستثبته اﻷيام.