التاريخ : 2016-05-18
«مواكب» vip.. أكثـر من سؤال
الراي نيوز
كتب : فارس الحباشنة
أمس في «لهيب الحر «، وتزامنا مع فترة ذروة مغادرة الموظفين لأماكن عملهم ظهرا، علق المواطنون في شارعي الجامعة الاردنية والمدينة المنورة بازمة سير خانقة، وذلك -أقل ما قد يقال عنها -، والسبب أن 3 سيارات على هالة «موكب «مرت من الشارعين.
من المشروع أن نٍسأل عن ذلك الموكب الذي جاب شوارع عمان امس، ونتساءل ببساطة عن هوية من يمتطوا المركبات ؟ ونتساءل أيضا هل مسموح قانونيا في الاردن لرجال الاعمال ومتنفذين أن يسيروا مواكب في شوارع المدن ؟ مظاهر «المواكب « بدأت تطفو على سطح المجال العام حديثا، ثلاث أو اربع مركبات تقتاد في الشوارع بشكل «مواكبي»، وفي وسطها سيارة يركبها» شخص غامض « يلبس نظارات سوداء وينفث «السيجار الكوبي « ويمر بلمح البصر، لا يكاد بصرك يلاحقه حتى تتحقق من هويته أو تتعرف على ملامح شخصيته.
ويكتمل مشهد «المواكب «عندما تقوم المركبات في مساحات من الفراغ في قلب الشارع لمنع المركبات الاخرى من الاقتراب من مركبة «الشخصية الغامضة «، واحيانا يستعمل مرافقو «البادي جارديه « المركبة ذوي الملامح المرعبة والغريبة الصراخ والتحذير الصوتي المباشر لأبعاد المواطنين ومنعهم من الاقتراب بـ»التهويش» والترعيب والتخويف.
« المواكب « لم تعرفها مدن الاردن، وهي مظهر «طبقي « غريب وغير مهضوم اجتماعيا ويثير غضب واستفزاز الناس، وانتشار مظاهرها المتمادي بشوارع المدن يفسر في اذهان الناس بان هناك تنازعا غير مرئي على سيادة المجال العام من قبل «قوى غامضة» تحاول أن تفرض وجودا وحضورا حيا متلبدا بالغموض والقوة والعنفوان على حساب حرية وكرامة ومشاعر الاخرين.
«صور المواكب» بتكرار ظهورها، تحمل رسائل رمزية، وهي صور تشير الى «قوى غامضة « تقف وراء ستائر سوداء، لربما أننا «العامة « لا نعرفهم ولانراهم الا أنهم حقيقة هم من يتحكمون بمسار حياتنا، ويندفعون اليوم لأظهار وجودهم بهكذا استعراضات وحشية طبقية وفوقية اجتماعيا واقتصاديا.
فتح الحديث عن «المواكب «، وكل ما يصاحب الموضوع من احتمالات شاسعة في التفكير، تقودنا الى دعوة السلطات المعنية للتنبه الى السيطرة على المجال العام واستعادة ما هو مسلوب ومخطوف، حتى لا تخرج الامور عن هوجتها باسم مظاهر طارئة وغريبة ومسقطة على الحياة الاردنية.