دانلود جدید ترین فیلمها و سریالهای روز دنیا در سایت 98Movies. اگر در جستجوی یک سایت عالی برای دانلود فیلم هستید به این آدرس مراجعه کنید. این سایت همچنین آرشیو کاملی از فیلمهای دوبله به فارسی دارد. بنابراین برای دانلود فیلم دوبله فارسی بدون سانسور نیز می توانید به این سایت مراجعه کنید. در این سایت امکان پخش آنلاین فیلم و سریال همراه با زیرنویس و فیلمهای دوبله شده به صورت دوزبانه فراهم شده است. بنابراین برای اولین بار در ایران شما می توانید فیلمهای دوبله شده را در تلویزیونهای هوشمند خود به صورت دوزبانه و آنلاین مشاهده نمایید.
التاريخ : 2016-08-02

عبدالكريم الكباريتي مثل ومثال !



 
الراي نيوز
 - بقلم : شحاده أبو بقر
لا أعرف ما الذي يدفعني للكتابة عن شخص بعينه هذا الأوان , هل هي ظروف بلدنا السياسية والإقتصادية والإجتماعية السائدة , في وقت نقترب فيه كثيرا من إستحقاق إنتخابي وشيك سيحدد بلا شك طبيعة العلاقة المنتظرة بين الأردنيين ودولتهم , أم هو إدراكي العميق لخصوصية واهمية هذه الإنتخابات تحديدا , في زمن إقليمي ملتبس مريع لم يعد يترك فرصة لترف الإسترخاء إنتظارا للمجهول , أم هو الإنقلاب السياسي المذهل الذي أصاب منظومة العلاقات الدولية برمتها , والذي بدد وبوضوح تام , صداقات عديدة , وتحالفات تاريخية عديدة , وأسقط أنظمة عديدة , وينذر بما هو أخطر وأكبر وما هو خارج سياق التوقع , بعد إذ باتت أقوى القوى العالمية فريسة مستساغة لفكر متطرف تقف جيوشها الجرارة عاجزة عن صده ! .

حقا لا أعرف بالضبط !, ولعل مجمل ما أعرف , هو حاجة بلدنا الحبيب في هذا الزمن المرعب , إلى نمط محدد من رجال دولة يشكلون رافعة للدولة والعرش على نحو وطني صادق , لا هيمنة فيه لطموح شخصي أو شللية مؤذية , أو محاولة تجريب مكانها زمن الرخاء لا الشدة والخطر , وأقف ككثير غيري عاجزا عن فهم عزوف كثيرين من ذلك النمط من الرجال عن الترشح للإنتخابات , لا بل وعزوف كثير من الناس حتى عن مجرد الحديث في هكذا حدث وطني هو الأهم في حياة الشعوب ! . 
أعرف الكثير من الأسماء الوطنية الصادقة المخلصة للوطن والعرش , , وبالذات من عملت معهم في رئاسة الوزراء والبرلمان أعيانا ونوابا , وأرتاح كثيرا كمواطن لإختيار الدكتور هاني الملقي رئيسا للوزراء, وأنا أعرف وطنيته الطاغية ورؤاه السديدة , وأحجم عن الكتابة عن اي منهم كي لا يكون تقييمي مجروحا , وأختار عوضا عن ذلك رمزا وطنيا لم أعمل معه ,لكنني أرى فيه مثالا لذلك النمط من الرجال الذين يحتاجهم الوطن حقا في مثل هذا الزمان .

عرفت دولة ' عبد الكريم الكباريتي ' شخصيا إبان كان وزيرا للخارجية في العقد الأخير من الألفية الماضيه , كنت حينها مسؤول التحرير لمكتب صحيفة ' الشرق الأوسط ' وأخواتها المطبوعات الأخرى في مكتبها بعمان , ورئيسا للفريق البرلماني التابع لوكالة الأنباء الاردنية في مجلس الأمة الأردني . جاءت مبادرة التعارف من أبي عون في قاعة الإستراحة بالبرلمان عندما إمتدح مقالا لي في الرأي الاردنية لا أذكر موضوعه , وأبوعون معروف بأنه كاتب محترف بالفطرة , وخطيب يجيد أدب السياسة وسياسة الأدب ببراعة فائقه , وهو صاحب رأي ورؤية يدافع عنهما بقوة , وهو قبل هذا وذاك , شخصية وطنية منزهة , وذات أمتداد أقليمي فاعل, وبالذات على صعيد الخليج العربي . 

مدخل التعارف هو ربما أن كلينا هو كوزير وأنا كصحفي , ننتمي إلى كثرة تؤمن بأن الخليج العربي دولا وجغرافيا , هو العمق الإستراتيجي الحقيقي للأردن , سياسيا ' حيث التماثل في النظم السياسية ' , وإقتصاديا ' حيث السوق الخليجية الواسعة والفاعلة معا ' والمؤهلة خلافا لسواها لإستيعاب العمالة الأردنية ومنذ عقود طويلة حتى يومنا هذا , فضلا عن إستيعاب المنتج الأردني بالسوية ذاتها ', وإجتماعيا ' حيث التشابه الفكري والثقافي ونمط العادات والتقاليد كموروث شعبي لا يمكن تجاهله تحت أي إعتبار ' . 

ميزة ' عبدالكريم ' أنه رجل سياسة وإقتصاد معا , وهو ليس فعالية عادية ككثيرين من رجالات البلد , وإنما هو صادق مع نفسه , له رأي يعتد به , ورؤية لا يمكن أن يجامل فيها على حساب ما يرى أنه مصلحة وطنيه , يبدي رأيا وموقفا صريحين , ولا يوظف إعلاما أيا كان نوعه , لإنتقاد أو حتى نقد رأي أو رؤية أخرى , ولسان حاله يقول , هذا ما عندي , فإن راق فهو خير , وإن لم يرق فهو خير أيضا , وهو ذو لون لا يتغير أبدا بإختلاف الموقع داخل السلطة الرسمية او خارجها .

لفت أبو عون نظر الراحل الملك الحسين تغمده الله برحمته , منذ كان وزيرا للسياحه , فأختاره وزيرا للخارجيه , ثم عاد وكلفه بتشكيل الحكومة التي إصطدمت بما سمي ثورة الخبز في حينه , وهي ' ثورة ' أجج نارها في حينه , سياسيون بعضهم حاسد أو طامح , ضد حكومة برلمانية ضمت أكثر من عشرين نائبا , ومنهم من كان أسهم كذلك في تأجيج نار ما سمي هبة نيسان عام 1989, ومنهم من كان يقدم أفكارا نظرية حول الطريقة الأمثل لتحول سياسي أفضل من وجهة نظره ! .

فلسفة عبدالكريم الوزير والرئيس السياسية , فلسفة وطنية بإمتياز , وهي فلسفة إجتهد سياسيون كثر لاحقا في تحويل بعض منها إلى شعارات من نمط ' الاردن أولا ' على سبيل المثال لا الحصر , لكنها ظلت شعارات أكثر منها ترجمة على ارض الواقع , عندما قل المدافعون عنها والمروجون لها في خضم تتابع الأحداث وتسارعها . وهي فلسفة تؤمن بأن الاردن قادر على مواجهة التحدي بإلتفاف الشعب وبصلابة حول الوطن والعرش , مثلما هي فلسفة تجسد حتمية تواضع صاحب الولاية العامة في التقرب الإنساني إلى الناس , وبالذات قادة الرأي في المجتمع , ويسجل لعبدالكريم أنه أول من أزال الحواجز بين كبار المسؤولين من جانب , والصحافيين من جانب آخر , وأعترف أنني كنت أنتقد ذلك في حينه , لقناعتي بحتمية ترك مسافة ما بين رئيس الوزراء والصحفيين , وذلك لزوم من نسميه الهيبه ! .

عبدالكريم الكباريتي صامت اليوم أكثر منه متكلما , مع أنه الأقدر من الجميع ربما على التحليل والتنظير وطرح الفكر السياسي المثمر , وهذا شأن خاص به يقر به الجميع , وهو صمت يمكن تصنيفه في خانة ' الأدب السياسي ' إن جاز الوصف , فهو قد يبدي رأيا لعقل الدولة خلف باب مغلق , ولا يبوح به لأحد آخر كي لا يحتسب نفاقا أو محاولة تعال على الدولة والوطن , وفي هذا تجسيد حي لأخلاق الكبار الذين يملكون الحكمة , ولا يتباهون بها كي لا يتأذى الوطن , إذ لديه الكثير من الصمت والقليل من الكلام , ما دام خارج السلطة , فالوطن عنده شرف , لا منصبا أومغنما , والإخلاص للعرش في ذهنيته السياسية , واجب يشرف كل من في ذاته شرف . 

لم أعمل مع الكباريتي عن قرب , لذلك لا أجد غضاضة في أن أكتب رأيي فيه كرجل دولة محترف عز نظراؤه, وهو شخصيا يعرف نظراءه , ومنهم من عملت معه وعن قرب في الحكومة والبرلمان , وخبرت معادن الرجال جيدا , وأتردد كثيرا في الكتابة عنهم تجنبا للحرج , لكنني وللتاريخ أجزم , أن كوكبة تضم أسماء يعرفها عبد الكريم جيدا , وأعرف شخصيا غيرها ممن نآى بها كره النفاق عن تولي مواقع متقدمه , بمقدورها أن تكون نواة لكوكبة وطنية من رجال الدولة الأفذاذ المؤهلين لكل مهمة وطنية سياسية وإقتصادية وإجتماعية فذة , في البرلمان والحكومة وسائر مفاصل الدولة . أسأله تعالى أن يصون بلدنا من كل سوء في ظل الراية الهاشمية التي نعزها ونحترمها ونتشبث بها جميعا , ودونها الأرواح حقا , لا تزلفا وإدعاء .
sh.abubaqar@yahoo.com

عدد المشاهدات : ( 1884 )
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'الرأي نيوز' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .