لم يكفر نائب رئيس الوزراء الزميل أيمن الصفدي حين رفض مقارنة الوضعين التونسي والأردني ، واستخدم جملة بليغة تفيد بأننا حين نفعل ذلك نكون كمن يقارن التفاح بالبرتقال ، وفي حقيقة الأمر فكلامه صحيح جداً لأننا نتحدث عن وضعين يكادان يصلان إلى درجة التناقض.
التفاح والبرتقال نوعان جميلان في الشكل والمذاق ، ولكنهما نوعان يحمل كل منهما خصائصه ومكوناته ، وكذلك تونس والأردن ، فشكل النظامين السياسيين مختلف ومن الظلم أن نقارن بلداً لم يقتل فيه معارض سياسي ، ولم يهرب منه الملايين إلى المنافي ، ولم تحمل فيه الصحافة لوناً واحداً ، ولم تمنع فيه الانترنت ، ولم تنهب فيه المليارات على المكشوف ، ببلد كان لا يخفي كل ذلك ، بل ويفاخر به.
الأردن ليس جنة الله على الأرض ، فلدينا فساد ولدينا قوانين متخلفة ومسيرة إصلاحنا السياسي متعثرة واقتصادنا بحاجة إلى إعادة إنتاج ومطالباتنا بوقف المحسوبيات والاسترضاءات لا تتوقف وبنقابة للمعلمين ستتواصل وبقانون انتخابي عصري ستستمر وغيرها وغيرها ، وهي كلها أمور ستأتينا كما أتت غيرها على مدار عمرنا وجعلت بلدنا وعبادنا من المحسودين.
الأردن بالضرورة ليس تونس السابقة ، ولو خيّرت الغالبية الغالبة من شعبه بين أن تهاجر إلى سويسرا وبين البقاء فيه لاستبسلت من أجل البقاء ، ومع كل التأييد لمسيرات المطالبة بالمزيد فإننا نستهجن شعارات تهبط إلى غير مستوياتنا الأخلاقية التاريخية ، ولسنا هنا ننافق لأحد ولا نبتز أحداً ، بل نحكي عن بلادنا وناسنا كلاماً يستأهلونه.
نراهن من يريد مراهنتنا على أن الملك عبدالله الثاني لو خاض انتخابات في الأردن أو تونس لاجتاح صناديق الاقتراع ، وسامحونا.