التاريخ : 2016-10-25
الأمن السياسي حصانة للأوطان !
الراي نيوز-
شحاده أبو بقر
يقول تعالى في محكم كتابه العزيز ' الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ' , والجوع نقيض للأمن بمفهومه الشامل , وبالذات , الأمن السياسي الذي يحصن الاوطان ضد الخوف , بمفهومه الشامل كذلك ! .
تاريخيا , تعارفت البشرية , على أن الجوع السياسي أو الفراغ السياسي بتعبير أدق , هو البيئة الجاذبة والمحفزة لتنامي وتيرة الشكوى والتذمر التي تلد عنفا وتطرفا في المجتمعات , لا بل وتنتج كما هائلا من تباين المواقف وطوفانا من الإشاعات على حساب المعلومات , وبالتالي , فوضى يؤجج نارها مغرضون وناقمون ومنتفعون ربما .
صحيح أن الخوف كما الألم مثلا , نعمة ربانية حباها الله مخلوقاته كي تتكيف ضدها وتحمي أنفسها من مسبباتها , لكنها تغدو نقمة إن لم يحدث ذلك التكيف , ومن هنا , فلقد تعارفت البشرية كذلك , على إمتلاك ' مجسات ' تقرأ وتراقب وتحلل في سائر شؤون حياتها , ومنها الشأن السياسي تحديدا , بإعتباره شأنا عاما للمجتمع برمته .
الأمن السياسي مفهوم واسع متشعب , يقوم عليه في كل وطن , وطنيون متخصصون أكفياء , ديدنهم , هو تحقيق الأمن الوطني بكل أبعاده , متيقنين من حقيقة أن الامن الإقتصادي والإجتماعي وما يندرج تحتهما من تفاصيل , لا سبيل لبلوغهما كما يجب ويراد , بغير تحقق الامن السياسي كما يراد ويجب ! .
في بعض دول العالم الثالث , ساد مفهوم خاطيء يحصرمهمة المؤسسات الأمنية في الجانب الأمني المجرد , والأقرب إلى المهمة الشرطية في الغالب , وفي دول العراقة والنهوض , تخطت المهمة ذلك الدور , إلى توفير المعلومة الصحيحة في مختلف حقول الحياة , سياسة صحة زراعة تجارة تعليم ثقافه نقل شباب مرأة طفل قضاء وكل نشاط آدمي مألوف , وبالطبع , يكون ذلك , بالملاحظة والدراسة والقياس والإستماع لآراء المتخصصين الموثوقين , ليصار إلى نقل المعلومة إلى مراكز القرار , بإعتبار ان القرار ' أي قرار ' ,يجب ان يتخذ بموجب معلومة كاملة تحول دون ان يكون خاطئا .
المعلومة الأمينة التي توفرها تلك المؤسسات , ليست قرارا بحد ذاتها , وإنما هي المعلومة الأكثر موثوقية , فقط لأن غايتها هي المصلحة العامة لا مصلحة جهة أو حزب أو تنظيم او فئة أو فرد بعينه , ومن هنا تحرص الدول الكبرى في هذا العالم , على تطوير ودعم ورعاية تلك المؤسسات والإغداق في تمويلها , حرصا على المصالح العليا للأوطان , ولا تسمح أبدا بتقليص أو تحجيم أدوارها الخفية , إيمانا منها , بأن دورها أمني سياسي في جله , وعلى الصعيدين داخليا وخارجيا .
أميركا وروسيا أبرز قوتين في العالم هذا الأوان , قراراتهما الوطنية والإقليمية والدولية , تصدر بناء على معلومات تقدمها مؤسسات معروفة كهذه , وهدفها تحقيق الأمن السياسي الذي ينتج أمنا شاملا في شتى ميادين الحياة , ويحصن الأوطان ضد الخوف ومخاطر الخوف . الله من وراء القصد .