التاريخ : 2017-01-21
قمة العرب الاردنية إقتراحات لمن يهمه الامر !
الراي نيوز- بقلم : شحاده أبو بقر
كنت أول من إقترح في مقال سابق , عقد القمة العربية الوشيكة على شاطيء البحر الميت قبالة القدس الشريف وسائر فلسطين , ويبدو أن الأمور تسير في هذا الإتجاه , وهذا نبأ طيب , فللمكان رمزيته التي لا تخفى على أحد !
اليوم أقترح إن جاز لي , أن يشترط الاردن مشاركة الدول العربية كافة للسير في إتمام إجراءات عقدها , سواء أكان ذلك بمشاركة القادة العرب جميعا أو بوفد عالي المستوى وذي صلاحيات كاملة لمن لا تسمح ظروفه الصحية منهم بالمشاركة , علما بأن جميع الزعماء بخير متعهم الله بالصحة .
مبررات هذا الإقتراح هي أن العرب لم يشهدوا عبر تاريخهم , ظروفا أصعب واقسى وأخطر مما هم عليه اليوم , فقد صارت بلادهم مسرحا للغرباء من كل لون , وتشتت شعوبهم في مشارق الارض ومغاربها , وصاروا عنوانا للإرهاب والتخلف الذي يعطي أولئك الغرباء , كل الذرائع لإستباحة بلدانهم والتخطيط لتقسيمها وتقاسمها وفق أهوائهم خلافا لمصالح العرب وكراماتهم ووجودهم وسيادتهم في أوطانهم ! .
إن لم يجتمع قادة العرب كلهم على كلمة سواء في ظروف بالغة الدقة كظروفهم اليوم , فمتى يلتقون إذن والخطر يتهددهم جميع بلا إستثناء وهم يراقبون ويتفرجون , وشعوبهم تفقد ثقتها بهم تباعا وبتسارع مذهل ينذر بما هو أخطر وأسوأ وأكثر هوانا وإذلالا ! .
قمة العرب الارنية مطالبة بأن تضع كل النقاط فوق كل الحروف , وأن تخرج بمواقف وقرارات مصيرية موحدة حيال قضايا فلسطين وسورية والعراق واليمن وليبيا والصومال والإرهاب , وأن تواجه العالم كله بهذه المواقف والقرارات بقوة وجدية تضع حدا لأطماع وتطلعات سائر الغرباء الذين إستهانوا بالعرب وأهانوهم حد المذلة .
قمة العرب الاردنية تصنع خيرا إن هي دعت لحضورها وكضيوف شرف , جميع وزراء خارجية الدول الخمس الكبرى و دول الإقليم المنخرطة في الصراع الدائر على أرض العرب , وهي تركيا وإيران , إلى جانب الأمين العام الجديد للأمم المتحدة وممثل عن الفاتيكان وغيرهم من الفعاليات العالمية المهمة .
قمة العرب الأردنية يجب أن تكون قمة إستثنائية بحجم جسامة التحدي الكبير الذي يواجه الأمة العربية كلها , وإلا فلا حاجة بنا لها إن جاءت على منوال سابقاتها ! , والاردن بمقدوره دبلوماسيا أن يكسر كل الحواجز وأن يضع القادة العرب سلفا أمام مسؤولياتهم , فلم يعد مقبولا ولا ممكنا إستمرار الحال العربي كما هو عليه اليوم , فالشعوب العربية اليوم كلها بإنتظار المجهول المرعب في ظل ما ترى وتسمع من تهديدات ونوايا ومخططات تحاك ضدها من كل حدب وصوب و لا ترى في الأفق سوى العجز الرسمي العربي عن مواجهة جادة للتحدي والخطر . الله من وراء القصد