التاريخ : 2017-01-23
سميح المعايطة يكتب: المالكي .. لماذا يهاجم الأردن !!
الراي نيوز
تابع الجميع خلال الفترة الأخيرة هجوما من نوري المالكي وبعض أعضاء كتلته النيابية على الاردن وبخاصة بعد زيارة الوفد الحكومي الاردني وعلى رأسه د. هاني الملقي الى بغداد وما نتج عن تلك الزيارة من اتفاقات وتفاهمات اعتبرها المالكي ومن معه لمصلحة الاردن مع انها ايضا لمصلحة العراق، وكانت آخر تصريحات المالكي انه سيمزق الاتفاقات مع الأردن، ومبرره ان الاردن يستقبل على ارضه من يسميهم المالكي 'اتباع النظام السابق '.
لكن تصريحات المالكي ومجموعته معلومة الدوافع وتنطلق من المصالح الإيرانية أولا، فهو كما يصفه سياسيون عراقيون بانه رجل طهران الاول في بغداد، وربما يزعج المالكي ومن وراءه مواقف الاردن المنحازة الى العراق؛ الدولة الوطنية التي يجد فيها كل عراقي وطنا دون ان تكون دولة مختطفة من اي مكون او تتبع لأي دوله أيا كانت هويتها.
لن نتوقف طويلا عند دوافع الهجوم لأنها معلومة ولا علاقة لها بالسبب المعلن، بل سأذكر بزيارة المالكي الى الاردن نهاية عام 2012، تلك الزيارة التي شهدت اندفاعة من حكومة المالكي آنذاك نحو فتح آفاق كبيرة للتعاون مع الاردن، واذكر ايضا ان مشروع أنبوب النفط العراقي الممتد الى العقبة كان فكرة حكومة المالكي، ويومها قال المالكي ان التصدير عبر الاردن هو الخيار الآمن ويحقق مصلحه عراقية واردنية؛ لان التصدير عبر سوريا او الشواطئ القريبة من إيران تلاحقها المخاطر، وهو الذي طرح العديد من المقترحات للتعاون.
هذا الحماس في حينها كان ومن يسميهم المالكي 'بقايا النظام السابق ' كانوا موجودين في الاردن، وكان يعلم ان الاردن فتح ابوابه لكل العراقيين بمن فيهم من كانوا معارضة ايام حكم صدام حسين، وان الاردن ومنذ أكثر من ربع قرن لم يغلق ابوابه امام اي عراقي أيا كان عرقه ومذهبه، فلماذا يمر المالكي في مرحلة دهشة ويريد تمزيق الاتفاقات مع الاردن وهو يعلم ان المبرر الذي يتحدث به كان موجودا يوم ان جاء الى عمان يطلب توسيع التعاون واقترح مشروع أنبوب النفط واستقبل بعد تلك الزيارة وفودا رسميه رفيعة.
الاردن لم يغير موقفه من العراق و وقف ومازال مع فكرة الدولة العراقية الوطنية، وعلى ارضه تم تدريب عشرات الآلاف من العراقيين المدنيين والعسكريين، لكن البعض تتغير مواقفه بتغير مواقف دول راعية.
المالكي ليس العراق، والشعب العراقي يعلم موقف الاردن وسيبقى الأردنيون ينظرون للعراق بلدا عربيا وعمقا استراتيجيا وقفنا الى جانبه ووقف الى جانبنا، بغض النظر عن اي تيار او شخص يعبر عن آخرين وينقلب على موقف تبناه في مرحله سابقة.
سميح المعايطة