التاريخ : 2017-02-13
الفرق ما بين السُلطة والسَلطة
الراي نيوز - بقلم : معاذ ابو عنزة
عندما لا يستطيع السياسي أو الزعيم السياسي التمييز ما بين السُلطة بضم السين والسَلطة بفتح السين وما بين الخيار السياسي أي القرار السياسي والخيار باللبن مثلاً وهو نوع من أنوع الخضروات والذي يعد أيضاً أحد المكونات الرئيسية للسَلطة بفتح السين وهي أحد أطباق المائدة الجانبية التي تُضفي طعماً مميزاً وخاصاً بجانب الوجبة الرئيسية بحيث أصبحت جزءً لا يتجزأ من سر النكهة الممزوج بالرائحة والتي قد تكون أيضاً طبقاً رئيسياً للعديدين إن إستطاعوا من جمع جميع مكوناتها في آنٍ واحد.
نرى في الكثير من المواقف التي تدور من حولنا أن السياسي والذي يجب أن يُوصف بالمحنك والمتمرس والقيادي البارز مازال في طور ما قبل النضوج في المعترك السياسي أو في المرحلة الإبتدائية للمدرسة السياسية إن جاز التعبير، وخير مثالٍ على ذلك ما رفاق كلمة أحد النواب الجدليين تحت القبة والتي كان عنوانها الرئيسي هو دعم الأشقاء في الخليج لدولة شقيقة وأين هم من الأردن وخصوصيته من حيث الموقع الإستراتيجي والدور السياسي والعسكري الذي يلعبه، لنتخطى ما اعتدنا عليه من سبٍ وشتم وإشتباكٍ بالإيدي وعدم إحترام الرأي والرأي الأخر وتراشق الألفاظ المسيئة وكيل التُهم فيما بينهم لنصل إلى ما هو أخطر وأدق وهو الإرهاب الفكري، ليصل بهم الأمر إلى إطلاق الألقاب والأوصاف ليطلق أحدهم لقب أمير المؤمنين على أحد القادة السابقين لدولة شقيقة تنحى عن الحكم لسببٍ أو لأخر لنرى أُناسً تحت قبة البرلمان الأردني يدافعون عن أنظمة وقادة خارج حدود المملكة ويطلقون شعاراتهم ويجادلون بشرعيتهم، متناسيين مصلحة وطنهم، مجذفين عكس التيار، مطلقين صافرات إنذار الإنتماء الوطني والولاء التاريخي، لنضع العديد من علامات الإستفهام ونوجه أصابع الإتهام نحو البعض منهم لمعرفة جذور الولاء لهم إلى أين تنتمي وتعود، ليأتي آخر وهو رئيس أحد اللجان المهمة ليركب التيار في موقفٍ مُغاير ليظن بمراهقته السياسية بأنه يقترب من المواطن والوطن مغازلاً إياهم كما ظن من خلال مقطع ڤيديو أطلق به وابلاً من الألفاظ الغير مسؤولة والتي وصلت حد الإساءة لأشقاء عرب، وفد غفل عن أن غلطة السياسي أو من هو في موقع المسؤولية تعادل ألف غلطة وأن لا مجال للخطأ في بعض الأحيان والمواقف، إذ أن السياسي الوطني يجب أن يعكس تجربته السياسية والتي يجب أن تكون في الأصل مُفعمةً بروح الخبرة وصوت العقل ولسان الحكمة ورائحة المنطق الممزوجة بقصص عشق الوطن وتاريخه المُشَرف ومستقبله المُشرق.
ناهيك عن من كانوا في مواقع المسؤولية المتقدمة وإمتهنوا الإصطياد بالماء العكر ورصد الهفوات والبحث عن الثغرات والذين يبذلون قصارى جهدهم لإعادة إنتاج أنفسهم شعبوياً وسياسياً من خلال أخر منبرٍ متاحٍ لهم وهو صفحاتهم وتغريداتهم الخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي، متناسيين حقيقةً مهمةً بأنهم قد أخذوا فرصتهم لتطبيق أفكارهم والتغني بها هنا وهناك، فكفاكم تنظيراً وبثاً لسموم الحقد الهادفة إلى تصفية الحسابات الشخصية على حساب الوطن والمواطن، ولنكن أنموذجاً سياسياً يقتدى به، يفيض بالمعرفة والأفكار والإقتراحات والتجارب ولا ضير من بعض النقد البناء بعيداً عن الهدام إن إقتضى الأمر مُبتعدين عن المناكفات التي أصبحوا بها قوىً للشد العكسي مدريكينٍ كانوا لذلك أم لا.
نقلاً عن الرأي