التاريخ : 2011-02-09
.. الجامعة الجديدة والمال العربي!
الرأي نيوز- طارق مصاروة
قد يكون مشروع جامعة العلوم الطبية أكثر مشروعات العمل العربي تكاملاً وجودي، فالتمويل السعودي – القطري – الأردني لاقامة الجامعة، والمستشفى التعليمي وفنادق اقامة المرضى ومتنزهاتها وأسواقها، والخبرات العلمية المتراكمة التي حققتها الخدمات الطبية الملكية خلال ربع القرن الماضي، كافية لاقامة هذا الصرح العظيم المؤمل أن يخدم حاجة السعودية وقطر والأردن من الأطباء، والممرضين والمختصين في علوم الحاسوب والدراسات الطبية المتخصصة العليا.
إن الكلفة المعلنة للمشروع الكبير تكاد تكون أكثر من متواضعة بالمقارنة فيما نسمعه من تكاليف مشروع مماثل في الأقطار الغنية الشقيقة. كما أن مدة تنفيذ المشروع وتجنيد كادراته التعليمية محدودة للغاية، فنهاية عام 2014، هي مسافة زمنية قريبة.. وسنرى، في نهاية ذاك العام، عالماً يضجُّ بالحياة في الماضونة، التي تنتظر العقول والسواعد الأردنية والعربية لتخرج من الانتظار التاريخي على سيف البادية، إلى الخضرة والحياة والطب والعلوم المتقدمة!!.
لا يستطيع الأردن أن يقف عند الأشياء الصغيرة، فنحن حين نتحدث عن البطالة لا نقف عند «تشغيل» الناس لمجرد لقمة الخبز، وإنما نتحدث عن أطباء علماء، وعن مهندسي حواسيب، وعن بناة جامعة ومستشفى وفنادق وأسواق ومتنزهات!.
وحين نتحدث مع البطالة عن الفقر، فإنما نتجاوز الكفاية من الخبز، والسكن المستور إلى الكفاية الإنسانية، والحياة الكريمة دون قلق على ما باليد، وخوف من المستقبل!!.
ستكون جامعة العلوم الطبية بيد قوية أمينة فقواتنا المسلحة قادرة على إدارة أفضل المستشفيات بعد أن أثبتت مؤسساتها الطبية أنها القمة في المعالجة والتقدم العلمي، والشجاعة في اقتحام المجهول والخطير. وها هم رجالها في غزّة وجنين وأفغانستان وإفريقيا وهاييتي.. وكل مكان يتحدون الصعب، ويطلعون الحياة من مواطن المرض والمعاناة وقسوة الحروب.
نحيي المال السعودي والقطري الذي يستثمر في الأردن ويزرع الحياة والتقدم في الوطن العربي!!.