التاريخ : 2017-03-19
عذرا مؤيد
الراي نيوز - صالح الراشد
لم أصدم مما حصل مع مؤيد سليم في لقاء اعتزاله , ومن الغياب الجماهيري, فقد اعتدنا بان جماهيرنا وفي شتى المجالات تصفق للذي يقف على قدمية, فلو كنت يا مؤيد وزيرا, لاختلفت طريقة تعامل شعبنا معك قبل وخلال وبعد الوزارة, فذاكرتنا ضعيفة ننسى المبدعون سرعة البرق ونتناسى الفاسدون بسرعة أكبر, ويعبث لدينا العابثون ونصداقهم كوننا ننسى مصائبهم.
هذا نحن يا مؤيد , فمن أوهمك باننا تغيرنا, من قال لك ان الجماهير ستتدفق الى المدرجات؟ من أخبرك بان حبك لا زال في قلوب جماهير الكرة الاردنية قبل جماهير الفيصلي؟ , فانت ابن البلد وأحد صناع المجد الكروي فيها, وصاحب الاهداف التي نقلتنا الى طرق المجد الرياضي.
يا مؤيد, تغيب الجمهور وقلنا نسي نجمه في طريق البحث عن نجم يهتدون به في مرحلة الضياع الكروي التي نعيشها الان , لكن ان يتغيب اتحاد كرة القدم فتلك الكارثة, وأدرك انك حزنت وترقرق الدمع من عينيك لغيابهم, لكن ايضا أيها المبدع في عصر النهضة لا تحزن لغيابهم, فربما حضورهم لوداعك سيضعهم امام صورة فشلهم المتلاحق, وربما سيظهر العجز الكبير الذي يسيرون في غياهبه.
يا مؤيد , هل كنت تتوقع ان يحضر يوم اعتزالك المميزون في مجلس ادارة الاتحاد أو الامين العام الناصع البياض, وهم لا يعرفون عشرة لاعبين في الاردن, وهل تتوقع انهم يقرأون التاريخ ويعرفون انجازاتك؟ , وهل كنت تأمل من ممثلي الاندية أعضاء مجلس الادارة الباحثين عن المنصب من أجل اكمال زينه مناصبهم, او لأجل زيارة العالم على طريقة ابن بطوطة والتقاط الصور مع الشخصيات التاريخية , ان يهدرو وقتهم لحضور اعتزالك, وهم غير مهتمين بلاعبي الاردن , ثم يا مؤيد , ان من أخبرك بانهم يهتمون فانه واهم .
يا مؤيد لو تواجد نضال الحديد ومحمد عليان وصلاح صبرة في مجلس الادارة , ولو توجد فادي زريقات أو خليل السالم في الامانة العامة , لما مر يوم اعتزالك مرور الكرام, ولكان تم تكريمك كما تستحق وكما يجب, لكن غادر من يقدرون أصحاب الانجاز وهم جزء منه, وجاء الباحثون منصب.
يا مؤيد, لم أجد حملة اعلامية تناسب ما حققت لكرتنا , والاعلام لا يجب ان ينسى, لكن انت نسيت بان بعض المختصين في مباريات الاعتزال مثل الهواتف المشحونة مسبقا , لا يسيرون الا بعد الشحن.
يا مؤيد, هذا اللاعب الذي أحببت, أقول لك ان من يعشق كرة القدم ويعشق الانجاز لا يمكن ان ينسى اسمك ولا تاريخك ولا ابداعاتك, فلا تحزن ولا تجعل عيناك تغرغران بالدمع, فامسح بمنديل دموعك, وتذكر من انت ومن الذين غابوا عن يوم تكريمك, وتذكر انك صانع مجد وانهم تائهون.
يا مؤيد عذرا لأني لا أجد عذرا اقدمه لك.