التاريخ : 2017-10-14
خوري يكتب : وداعاً أبي .. وداعاً أيها المعلم
الراي نيوز
'كلنا نموت لكن قليلين منا من يظفرون بشرف الموت من اجل عقيدة'
وداعاً أبي ...... وداعاً معلم
تسلل لي لحظة فراقك الأول أن لا لقاء بك بعد اليوم ولكنك لم تفارقني ولن افارقك،
فأبناء الحياة لا ينتهون بمأتم ...
وجدتك تسكن روحي فكيف لمن يسكن الروح أن يغادر الرُّوح...
كنت حاضراً معنا تقف إلى جانبنا في بيت العزاء تستقبل أصدقاءك ورفاق دربك وتلاميذك إذ أنك لم ترحل من وجدانهم وضمائرهم وقلوبهم التي احبتك وكنت لهم المثل الاعلى .
تلاميذك الكثر وبعض رفاقك الذين ما زالوا على قيد الحياة اذهلونا بحجم معلوماتهم التي لم نعرفها عن قامة قومية تبعث على العز والافتخار لهم ولنا .
البوح بمناقبك الأخلاقية والوطنية وبطولاتك وشجاعتك واقدامك لم يكن من تلاميذك تعبيراً عن الأسف برحيلك لأن رحيلك كان لحياة تملؤها العز وانما هذا البوح جاء تعبيراً عن رغبة جامحة أن يستمروا بسلوك نفس الطريق التي سلكتها لاكثر من ثماني عقود من الزمن واقفاً كشجرة السنديانة ولم تنحني لريح صرصر أو عاصفة هوجاء .
الرفاق والأصدقاء
ونحن نودع قامة قومية شامخة وقفت وقفة عز لا بد ان نتقدم باسمكم جميعاً بجزيل الشكر ووافر الامتنان وعظيم التقدير والعرفان لكل أبناء الشعب الأردني والعربي والشعوب الصديقة على اختلاف أطيافهم الذين غمرونا بشعورهم النبيل وهم يقفون إلى جانبنا بمصابنا ومصاب الامة الجلل بوداع وعزاء المُعلم
الأمين سامي حنا خوري
تعلمنا منك ومن الرعيل الأول ايها الأمين أنه أمام بطولة الاعمال، باطلة هي الأقوال، ليس للكلام قيمة في هذا اليوم، الا أنه تجسيد لعاطفة تنحني بتقدير وخشوع امامك وأمام تضحياتك الجسام .
ولأن أبناء عقيدة الحياة ينتصرون على الموت، ولانك إخترت حياة ملؤها العز والعنفوان، متسلحاً ومؤمنا بالعقيدة القومية الاجتماعية ، أعدك بأن اكمل في هذا النهج النضالي الذي يعبر عن الحياة العظيمة التى تحثنا على العمل والإنتاج وتحشد في نفوسنا الحق والخير والجمال وأن امشي إلى آخر حدود الارض إلى أن تتحرر فلسطين وتتوحد الأمة وهو خيارها الوحيد في النصر والنهوض .
مَرَّة اُخْرَى وَلَيْسَ أَخِيرَة ...
وَدَاعًا أَبِي....
وَدَاعًا أَيُّهَا المُعَلِّم...
وَدَاعًا فَمِنْكَ نَسْتَمِدُّ الحَيَاةَ
تِلْمِيذُك النَّجِيب وَاِبْنُك
طارق سامي خوري