التاريخ : 2017-11-09
حماية الطفل
الراي نيوز
نظيره السيد
العنف الموجه ضد الاطفال من المواضيع التي حظيت باهتمام العديد من المؤسسات ذات العلاقة بقضايا الطفولة واخذت حيزا واهتماما كبيرا من الرأي العام والدليل على ذلك عدد الندوات والمؤتمرات وورش العمل التي عقدت وتعقد وكان محورها العنف ضد الاطفال حيث كان لاهتمام المسؤولين اكبر الاثر في حفز الجهات المسؤولة على رعاية الطفولة للحد من العنف ضد الاطفال ومحاولة ايقافه بحيث قامت بعض الجهات بتقديم العديد من الابحاث في هذا المجال، دعمت بها من خلال اوراق عمل مختلفة معظم المؤتمرات والندوات التي تحدثت عن هذه الظاهرة.
اما التشريعات فقد افردت نصوصا واضحة بهذا الخصوص وعاقبت كل من يهمل اطفاله او اهمل رعايتهم وعرضهم لاي نوع من انواع العقوبة التي وردت في اتفاقية حقوق الطفل. وجميع بنود الاتفاقية اعتبرت بشكل مباشر وغير مباشر الوالدين المصدر الاول للعطف والحب والحنان والرعاية بالنسبة للطفل لذا يمكن اعتبار كافة الافعال التي تعيق نمو وتطور الطفل انفعاليا وعقليا ضربا من ضروب الاساءة النفسية للطفل والتي غالبا ما نترك بصماتها على نفسيته وتصبح شخصية سلبية وغير فاعلة في المجتمع.
ونحن نتعامل مع قضايا العنف من خلال مفهوم ارشادي تربوي ونغفل الاسرة (الوالدين) التي هي اللبنة الاساسية في تكوين شخصية الطفل وتزويده بالسلوكيات الايجابية من خلال هذا كله نستطيع ان نقول وللاسف ان العنف ضد الاطفال ظاهرة موجودة ومألوفة في مجتمعنا وبيوتنا وقد تكررت الكثير من الحالات وأدت الى مشاكل اجتماعية خطيرة، ولكننا ما زلنا نتعامل معها كأمر طبيعي يحدث يوميا بين الاطفال، ومع ان هذه الظاهرة لم تصل الى وضع مقلق ومخيف في مجتمعنا الاردني الا ان ذلك لا يمنع من ان ننظر اليها على انها خطر يهدد اطفالنا واسرنا.
وحتى نتمكن من التغلب على مظاهر العنف ضد الاطفال والحد من خطورته علينا ان نركز على توعية الوالدين بكيفية التعامل مع الطفل وان تكون لغة الحوار والاخذ والعطاء هي السائدة في الاسرة بدلا من استخدام لغة الضرب والقوة كوسيلة للتفاهم، وان يفهم الوالدان السلوكيات العفوية التي تصدر عن اطفالهم وان تكون هناك آلية تربوية حديثة تطبق في الاسرة على ارض الواقع بدلا من اساليب الايذاء كالذم والتحقير والاهانة والصراخ والتهديد واصدار اوامر متضاربة من الوالدين فيحتار الطفل كيف يلبي هذه الاوامر، مما ينعكس سلبا على شخصيته ويدفعه دفعا الى الشارع وسوق العمل قبل اكتمال النضج في الوقت الذي يكون مكانه الطبيعي هو البيت وعلى مقاعد الدراسة.
من هنا تجدر الاشارة الى ضرورة التركيز على ظاهرة العنف في الاسرة وكيفية التغلب عليها وحماية الاطفال منها وان تحتل هذه الظاهرة مكانا بارزا في خططنا القادمة التي نسعى من خلالها الى حماية الطفولة لاننا لن نصل الى غايتنا ولن يفيدنا هذا الكم الهائل من الندوات وهذه الشعارات التي تنادي جميعها بحماية الطفل واحترام طفولته البريئة ما لم نتمكن من توفير البيئة الملائمة للطفل وان نعطي البدائل التي يمكن ان نلجأ اليها للتعامل مع حالات العنف حتى يكون الطفل عنصرا فاعلا يؤدي رسالته على اكمل وجه